كتاب أعلام الموقعين عن رب العالمين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

أصحاب يعرفون، والمبلِّغون عن عمر فتياه ومذاهبَه وأحكامَه في الدين بعده كانوا (¬١) أكثر من المبلِّغين عن عثمان والمؤدِّين عنه.

وأما علي بن أبي طالب، فانتشرت أحكامه وفتاواه (¬٢)، ولكن قاتل الله الشيعة، فإنهم أفسدوا كثيرًا من علمه بالكذب عليه. ولهذا أصحابُ الحديث من أهل الصحيح لا يعتمدون من حديثه وفتاواه (¬٣) إلا ما كان من طريق أهل بيته وأصحاب عبد الله بن مسعود كعَبيدة [١١/أ] السَّلماني وشُريح وأبي وائل ونحوهم. وكان - رضي الله عنه - يشكو عدمَ حَمَلة العلم الذي أُودعه، كما قال: إنَّ هاهنا علمًا لو أصبتُ له (¬٤) حَمَلة (¬٥)!
فصل
والدين والفقه والعلم انتشر في الأمة عن أصحاب ابن مسعود،
---------------
(¬١) "كانوا" ساقط من ع.
(¬٢) س، ع: "فتاويه".
(¬٣) ت، ع: "فتاويه".
(¬٤) "له" ساقط من ت.
(¬٥) رواه المعافى بن زكريا النهرواني في "الجليس الصالح" (٣/ ٣٣١ - ٣٣٢، ٤/ ١٣٥ - ١٣٧)، وأبو هلال العسكري في "ديوان المعاني" (١/ ١٤٦ - ١٤٧)، وأبو نعيم في "الحلية" (١/ ٧٩ - ٨٠)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (١٧٧)، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (١/ ١٤ - ١٥)، وأشار إلى لينِ بعض أسانيده، وعدم الاعتماد على بعض رواته. والحقّ أن طرق الأثر كلها واهية، وأوهى طرقه هو المرويّ في "تاريخ" الخطيب (٧/ ٤٠٨). وقد قال ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (٢/ ٨٩٤): "وهو حديثٌ مشهورٌ عند أهل العلم، يستغني عن الإسناد؛ لشهرته عندهم".

الصفحة 42