كتاب أعلام الموقعين عن رب العالمين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

حَبْر الأمة وترجمان القرآن ابن عباس.
وقال (¬١) عليٌّ (¬٢) وزيد (¬٣): هو طلاق ثلاث. وقال ابن مسعود: طلقة واحدة (¬٤).
وهذا من الاجتهاد والرأي.
فالصحابة (¬٥) - رضي الله عنهم - مثَّلوا الوقائعَ بنظائرها، وشبَّهوها بأمثالها، وردُّوا بعضها إلى بعض في أحكامها، وفتحوا للعلماء باب الاجتهاد، ونهجوا لهم طريقه، وبيَّنوا لهم سبيله.
وهل يستريب عاقل في أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قال: "لا يقضي القاضي بين اثنين وهو غضبان" (¬٦)، إنما كان ذلك لأنَّ الغضب يشوِّش عليه قلبه وذهنه، ويمنعه من كمال الفهم، ويحول بينه وبين استيفاء النظر، ويُعْمِي عليه طريقَ العلم والقصد؟ فمن قَصَر [١٢٩/ب] النهيَ على الغضب وحده، دون الهمِّ
---------------
(¬١) في النسخ المطبوعة بعده: "سيف الله علي"!
(¬٢) رواه عبد الرزاق (١١٣٨٠)، وابن أبي شيبة (١٨٤٨٦، ١٨٤٨٧). ورواه عبد الرزاق (١١٣٧٩) أيضًا بمعناه. ويُوَازَنُ بـ "المصنف" لعبد الرزاق (١١٣٨٣)، و"المصنف" ابن أبي شيبة (١٨٥٠٩).
(¬٣) رواه عبد الرزاق (١١٣٧٢)، وابن أبي شيبة (١٨٤٩٤، ١٨٤٩٥).
(¬٤) وازن بـ "المصنف" لعبد الرزاق (١١٣٦٦)، و"المصنف" لابن أبي شيبة (١٨٤٨٨، ١٨٤٩٠).
(¬٥) ت، ع: "والصحابة".
(¬٦) أخرجه البخاري (٧١٥٨) ومسلم (١٧١٧) من حديث أبي بكرة.

الصفحة 434