كتاب أعلام الموقعين عن رب العالمين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
أمرني بهن: السمع، والطاعة، والجهاد، والهجرة، والجماعة. فإنه مَن فارق الجماعة قِيدَ شِبْرٍ فقد خلع رِبقةَ الإسلام عن عنقه إلا أن يراجع. ومن ادَّعى دعوى الجاهلية فإنه مِن جُثا (¬١) جهنم"، قالوا: يا رسول الله، وإن صلَّى وصام (¬٢)؟ قال: "وإن صلَّى وصام. فادعُوا بدعوى الله الذي سمَّاكم المسلمين المؤمنين عبادَ الله". حديث صحيح.
وفي "الصحيحين" (¬٣) من حديث أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه خمسَ مرّات، هل يبقى من درَنِه شيء؟ " قالوا: لا. قال: "فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بهن الخطايا".
ومثَّلَ - صلى الله عليه وسلم - المؤمنَ القارئَ للقرآن بالأُتْرُجَّة في طيب الطعم والريح، وضدَّه بالحنظلة. والمؤمنَ الذي لا يقرأ بالتمرة في طيب الطعم وعدم الريح، والفاجرَ القارئَ بالرَّيحانة (¬٤).
ومثَّل المؤمنَ بالخامة من الزرع لا تزال الرياح تُميلها ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء. ومثَّل [١٣٩/أ] المنافقَ بشجرة الأَرْز ــ وهي الصنوبرة ــ لا تهتزُّ
---------------
(¬١) جمع الجُثْوة، وهي الشيء المجموع. قال أبو عبيد في "غريب الحديث" (٣/ ٥٣) فكأن معنى الحديث أنه من جماعات جهنم. وانظر: "النهاية" (١/ ٢٣٩). وفي المطبوع: "جُثَّاء"!
(¬٢) ع: "وإن صام" هنا وفيما بعد. وكذا في النسخ المطبوعة.
(¬٣) البخاري (٥٢٨) ومسلم (٦٦٧).
(¬٤) أخرجه البخاري (٥٠٢٠) ومسلم (٧٩٧) من حديث أبي موسى الأشعري. وزاد في آخره في النسخ المطبوعة: "ريحها طيب وطعمها مر" كما جاء في الحديث.