كتاب أعلام الموقعين عن رب العالمين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

"إنَّ الخير لا يأتي إلا بالخير، وإنَّ مما يُنبت الربيعُ ما يقتل حَبَطًا (¬١) أو يُلِمُّ (¬٢)، إلا آكلةَ الخَضِر أكلَتْ حتى إذا امتدَّت خاصرتاها استقبلت الشمسَ، فثلَطت (¬٣) وبالت، ثم اجترَّت، فعادت (¬٤)، فأكلت. فمن أخذ مالًا بحقِّه يبارَك له فيه، ومن أخذ مالًا بغير حقِّه فمثلُه كمثل الذي يأكل ولا يشبع".
وقالت ميمونة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمرو بن العاص: "الدنيا خَضِرة [١٤١/أ] حُلوة، فمن اتقى الله فيها وأصلح، وإلا فهو كالذي يأكل ولا يشبع. وبين الناس في ذلك كبعد الكوكبين، أحدهما يطلع في المشرق، والآخر يغيب في المغرب" (¬٥).
ومثَّل نفسَه - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا براكب مرَّ بأرضٍ فَلاةٍ، فرأى شجرةً، فاستظلَّ تحتها، ثم راح وتركها (¬٦).
---------------
(¬١) الحبط: انتفاخ بطن الدابة من الامتلاء أو من المرض.
(¬٢) يعني: أو يكاد يقتل.
(¬٣) الثلط: الرجيع الرقيق.
(¬٤) في النسخ المطبوعة: "وعادت".
(¬٥) رواه أبو يعلى (٧٠٩٩)، والرامهرمزي في "أمثال الحديث" (ص ٧٣ - ٧٤) من حديث ميمونة - رضي الله عنها - مرفوعًا. وفيه المثنى بن الصباح، وهو ضعيف. وانظر شرح الحديث في "عدة الصابرين" (ص ٤٥٤ - ٤٥٥).
(¬٦) رواه أحمد (٣٧٠٩، ٤٢٠٨)، والترمذي (٢٣٧٧) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجه (٤١٠٩) من حديث ابن مسعود مرفوعًا. ورواه أحمد (٢٧٤٤) من حديث ابن عباس مرفوعًا، وصححه ابن حبان (٧٣٤٠)، والحاكم (٤/ ٣٠٩ - ٣١٠). وانظر شرح المثل في "عدة الصابرين" (ص ٤٤٩).

الصفحة 468