كتاب أعلام الموقعين عن رب العالمين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} [البقرة: ١٩٦]، وأن الآية تدل على ذلك.
وأنَّ قوله - صلى الله عليه وسلم - في صدقة الفطر: "صاع من تمر (¬١) أو صاع من شعير، أو صاع من أقِط، أو صاع من بُرٍّ (¬٢)، أو صاع من زبيب" (¬٣) يُفهَم منه أنه لو أعطى صاعًا من إهْلِيلَجٍ (¬٤) جاز، وأنه يدل على ذلك بطريق التمثيل والاعتبار.
وأنَّ [١٤٤/ب] قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الولد للفراش" (¬٥)، يستفاد منه ومن دلالته: أنه لو قال له الوليُّ بحضرة الحاكم: زوَّجتُك ابنتي ــ وهو بأقصى الشرق، وهي بأقصى الغرب ــ فقال: قبلتُ هذا التزويج وهي طالقٌ ثلاثًا؛ فأتت بعد ذلك بولد لأكثر من ستة أشهر= أنه ابنه، وقد صارت فراشًا بمجرَّد قوله: قبلت هذا التزويج. ومع هذا لو كانت له سُرِّيَّةٌ يطؤها ليلًا ونهارًا لم تكن فراشًا له، ولو أتت بولد لم يلحقه نسبه إلا أن يدَّعيه ويستلحقه. فإن لم يستلحقه فليس
---------------
(¬١) ع: "من بُرّ". وسقط منها "أو صاع من برّ" فيما يأتي.
(¬٢) ح، ف: "تمر"، وقد تكرر سهوًا.
(¬٣) هو حديث مُلفَّق من أحاديث؛ فليُنظر: "الصحيح" للبخاري (١٥٠٣)، و"الصحيح" لمسلم (٩٨٤)، و"السنن" للدارقطني (٢٠٨٦، ٢٠٩٠ - ٢٠٩٣، ٢١٠٠، ٢١١٧)، و"المستدرك" للحاكم (١/ ٤١١ - ٤١٢).
(¬٤) ثمر طبي معروف، أصله من الهند. والكلمة معرَّبة، وهي في الفارسية الحديثة: هليله، وتكون في الفهلوية: "هَلِيلك" بالكاف الفارسية، ومنها عُرِّبت. انظر: "المعرب" للجواليقي ــ تعليق المحقق (ص ١٣٣).
(¬٥) أخرجه البخاري (٢٠٥٣) ومسلم (١٤٥٧) من حديث عائشة.

الصفحة 482