كتاب أعلام الموقعين عن رب العالمين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

وقال عبد الله بن المبارك (¬١): ثنا عيسى بن يونس، عن حَريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن جُبير بن نُفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك الأشجعي قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، أعظمها فتنةً على أمتي قومٌ يقيسون الأمور برأيهم، فيُحِلُّون الحرام، ويحرِّمون الحلال".
قال قاسم بن أصبغ (¬٢): ثنا محمد بن إسماعيل الترمذي، ثنا نعيم بن حماد، ثنا عبد الله، فذكره.
وهؤلاء كلُّهم أئمة ثقات حُفَّاظ إلا حَريز (¬٣) بن عثمان فإنه كان منحرفًا عن علي، ومع هذا فاحتجَّ به البخاري في [١٥٠/ب] "صحيحه"، وقد روي عنه أنه تبرَّأ مما نُسب إليه من الانحراف عن علي (¬٤). ونُعَيم بن حماد إمام جليل، وكان سيفًا على الجهمية، روى عنه البخاري في "صحيحه" (¬٥).
وقد صحَّ عنه صحةً تقرب من التواتر أنه قال: "ذروني ما تركتُكم، فإنما هلك الذين من قبلكم بكثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم. ما نهيتُكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتُكم به فأتُوا منه ما استطعتم" (¬٦)، فتضمَّن هذا الحديث
---------------
(¬١) الصواب أن الذي رواه عن عيسى بن يونس هو نعيم بن حماد، ولم يَرْوِه عنه ابن المبارك قط، وقد تقدم تخريجه.
(¬٢) رواه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (١٩٩٧)، وابن حزم في "الإحكام" (٨/ ٢٥) من طريق قاسم بن أصبغ به.
(¬٣) تصحف في النسخ إلى "جرير".
(¬٤) انظر: "الإحكام" (٨/ ٢٥).
(¬٥) مقرونًا بغيره، كما قال الذهبي في "السير" (١٠/ ٥٩٦).
(¬٦) تقدَّم تخريجه.

الصفحة 507