كتاب أعلام الموقعين عن رب العالمين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)
قال ابن وهب: وقال مالك: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إمام المسلمين، وسيد العالمين، يسأل عن الشيء فلا يجيب حتى يأتيه الوحي من السماء (¬١).
فإذا كان رسول رب العالمين لا يجيب إلا بالوحي، وإلا لم يجب، فمن الجرأة العظيمة إجابةُ من أجاب برأيه أو قياس، أو تقليدِ من يحسن به الظن، أو عُرفٍ وعادة (¬٢)، أو سياسة، أو ذوق أو كشف أو منام، أو استحسان وخَرْص (¬٣). والله المستعان (¬٤).
وقال أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو (¬٥): ثنا يزيد بن عبد ربه قال:
---------------
(¬١) رواه ابن حزم في «الإحكام» (٦/ ٥٧، ٨/ ٣٥) من طريق ابن وهب به. وذكره ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (١٥٧٨) عن ابن وهب، ولا يبعُد أن يكون نقله من كتاب المجالس لابن وهب، فليُنظَر: «جامع بيان العلم» (١٥٧٤).
(¬٢) ت، ف: «أو عادة». وكذا في النسخ المطبوعة.
(¬٣) ع: «أو خرص». وكذا في النسخ المطبوعة.
(¬٤) في النسخ المطبوعة بعدها زيادة: «وعليه التكلان».
(¬٥) في «التاريخ» (١/ ٥٠٧)، ومن طريقه ابن حزم في «الإحكام» (٨/ ٣٥ - ٣٦)، و «الصادع» (٣٨٢)، والخطيب في «الفقيه والمتفقه» (١/ ٥٠٩).
ويُنظر: «المعرفة والتاريخ» ليعقوب بن سفيان (١/ ٦٧٣)، و «فضائل أبي حنيفة وأخباره» لابن أبي العوام (٣٨٩)، و «المدخل» للبيهقي (٢٤٣).