كتاب أعلام الموقعين عن رب العالمين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)

فصل (¬١)
وأما الصحابة، فقد قال أبو هريرة لابن عباس: إذا جاءك الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا تضرب له الأمثال (¬٢).
وفي «صحيح مسلم» (¬٣) من حديث سمُرة بن جُنْدَب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [١٥١/أ] «أحبُّ الكلام إلى الله عز وجل أربع»، فذكر الحديث، وفي آخره: «لا تسمِّيَنَّ غلامك يسارًا ولا رَباحًا ولا نَجيحًا ولا أفلح، فإنك تقول: أثَمَّ هو؟ فيقال: لا. إنما هن أربع، فلا تزيدُنَّ عليَّ».
قالوا: فلم يستجِزْ (¬٤) سمُرة أن ينهى عما عدا الأربع قياسًا عليها، وجعل ذلك زيادةً، فلم يزد على الأربع بالقياس التسميةَ بسعد وفَرَج وخَيرة (¬٥) وبركة ونحوها. ومقتضى قول القيَّاسين (¬٦) أن الأسماء التي سكت عنها النصُّ أولى بالنهي، فيكون إلحاقها بقياس الأولى أو مثله.
فإن قيل: فلعل قوله: «إنما هن أربع فلا تزيدن عليَّ»، مرفوع من نفس كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو لعل سمرة أراد بها: إنما حفظتُ هذه الأربع، فلا تزيدُنَّ عليَّ في الرواية.
---------------
(¬١) قارن هذا الفصل بكتاب «الإحكام» لابن حزم (٨/ ٢٦ - ٣٢).
(¬٢) رواه الترمذي (٧٩)، وابن ماجه (٢٢، ٤٨٥).
(¬٣) برقم (٢١٣٧).
(¬٤) في النسخ المطبوعة: «فلم يجز».
(¬٥) في المطبوع: «خير». والصواب ما أثبت من النسخ و «الإحكام» (٨/ ٢٧) والمصنف صادر عنه.
(¬٦) في النسخ المطبوعة: «القياسيين»، وقد تكرر مثله من قبل.

الصفحة 3