كتاب أعلام الموقعين عن رب العالمين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 3)

قال أبو عمر (¬١): وثبتَ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «يذهبُ العلماءُ، ثم يتَّخِذُ الناس رؤوسًا جُهَّالًا، يُسأَلون فيُفْتونَ بغير علمٍ، فيَضِلُّون ويُضِلُّون» (¬٢).
قال أبو عمر (¬٣): وهذا كله نفيٌ للتقليد وإبطالٌ له، لمن فهِمه وهُدِيَ لرُشدِه.
ثم ذكر (¬٤) من طريق يونس بن عبد الأعلى ثنا سفيان بن عيينة قال: اضطجع ربيعة مُقْنِعًا رأسَه (¬٥) وبكى، فقيل له: ما يُبكِيك؟ فقال: رياء ظاهر، وشهوةٌ خفيَّة، والناس عند علمائهم كالصبيان في [حُجور] أمَّاتهم (¬٦): ما نهوهم عنه انتهَوا، وما أمروهم به ائتمروا.
وقال عبد الله بن المعتز (¬٧): لا فرقَ بين [٧/ب] بهيمةٍ تُقاد (¬٨) وإنسانٍ يقلِّدُ (¬٩).
---------------
(¬١) في «الجامع» (٢/ ٩٨٨).
(¬٢) رواه البخاري (١٠٠) ومسلم (٢٦٧٣) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص بنحوه.
(¬٣) الكلام متصل بما قبله في «الجامع».
(¬٤) «الجامع» (٢/ ٩٨٩). وأخرجه أيضًا أبو نعيم في «الحلية» (٣/ ٢٥٩).
(¬٥) أي رافعًا له شاخصًا ببصره نحو شيء في ذُلٍّ وخشوع.
(¬٦) في د، ع: «امامهم». وفي «الجامع» و «الحلية»: «كالصبيان في حجور أمهاتهم». والمثبت من ت.
(¬٧) في جميع النسخ: «المعتمر»، والتصويب من مصادر التخريج.
(¬٨) د، ع: «تنقاد». والمثبت من ت يوافق ما في «الجامع».
(¬٩) ذكره ابن عبد البر في «الجامع» بدون إسناد (٢/ ٩٨٩)، ورواه الخطيب في «الفقيه والمتفقه» (٢/ ٨). وهذه المقولة هي مساجلة وقعت بين عبد الله بن المعتز وابن الأنباري. انظر: «جمع الجواهر في الملح والنوادر» لأبي إسحاق الحصري (ص ١٧).

الصفحة 28