كتاب أعلام الموقعين عن رب العالمين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 3)

فصل في عقد مجلس مناظرة
بين مقلّد وبين صاحبِ حجة منقادٍ للحقّ حيث كان
قال المقلّد: نحن معاشر المقلّدين ممتثلون (¬١) قول الله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: ٤٣]، فأمر سبحانه من لا علمَ له أن يسأل من هو أعلم منه، وهذا نصُّ قولنا، وقد أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم - من لا يعلم (¬٢) إلى سؤال من يعلم، فقال في حديث صاحب الشجَّة: «ألَّا سألوا إذْ (¬٣) لم يعلموا؟ إنما شفاءُ العيِّ السؤالُ» (¬٤).
وقال أبو العَسِيف الذي زنى بامرأةِ مستأجِرِه: «وإنى سألت أهلَ العلمِ فأخبروني أنما (¬٥) على ابني جلدُ مائةٍ وتغريبُ عامٍ، وأن على امرأة هذا الرجمَ» (¬٦). فلم ينكر عليه تقليد من هو أعلمُ منه.
---------------
(¬١) ت: «ممتثلين».
(¬٢) «من لا يعلم» ساقطة من ع.
(¬٣) د: «إذا».
(¬٤) رواه أبو داود (٣٣٦) والدارقطني (٧٢٩) والبيهقي (١/ ٢٢٧ - ٢٢٨) من طريق الزبير بن خريق عن عطاء عن جابر - رضي الله عنه -، وفي إسناده الزبير بن خريق متكلم فيه، ولكن له شاهد ضعيف يتقوى به من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - عند أبي داود (٣٣٧) وابن ماجه (٥٧٢). وانظر: «التلخيص الحبير» (١/ ٢٦٠)، و «صحيح أبي داود» - الأم (٢/ ١٥٨ - ١٦٥).
(¬٥) ع: «أن».
(¬٦) رواه البخاري (٢٧٢٤) ومسلم (١٦٩٧) من حديث أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني - رضي الله عنهما -.

الصفحة 40