كتاب أعلام الموقعين عن رب العالمين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 3)
وأجوَزُ أن يظفر نظيره ومن بعده بعلمٍ خفي عليه هو؛ فإن الشَّبه (¬١) بين من قلّدته وبين نظيره ومن بعده أقربُ بكثير من الشبه بين من قلَّدته (¬٢) وبين الصحابة، والخفاء على من قلّدته أقرب من الخفاء على [١٤/ب] الصحابة.
ويقال سادسًا: إذا سوَّغتَ لنفسك مخالفة الأفضل الأعلم لقول المفضول فهلّا سوَّغتَ لها مخالفة المفضول لمن هو أعلم منه؟ وهل كان الذي ينبغي ويجب إلا عكس ما ارتكبتَ؟
ويقال سابعًا: هل أنت في تقليد إمامك وإباحة الفروج والدماء (¬٣) والأموال ونقْلِها عمّن هي بيده إلى غيره موافقٌ لأمر الله أو رسوله أو إجماع أمته أو قول أحد من الصحابة؟ فإن قال: «نعم» قال ما يعلم الله ورسوله وجميع العلماء بطلانَه (¬٤)، وإن قال: «لا» فقد كفانا (¬٥) مؤنته، وشهد على نفسه بشهادة الله ورسوله وأهل العلم عليه (¬٦).
ويقال ثامنًا: تقليدك لمتبوعك يُحرِّم (¬٧) عليك تقليدَه؛ فإنه نهاك عن ذلك، وقال: لا يحلُّ لك أن تقول بقوله حتى تعلم من أين قاله، ونهاك عن تقليده وتقليد غيره من العلماء، فإن كنتَ مقلّدًا له في جميع مذهبه فهذا من
---------------
(¬١) ت، ع: «النسبة» هنا وفيما يلي. والمثبت من د.
(¬٢) ع: «بينه».
(¬٣) «والدماء» ساقطة من ع.
(¬٤) «فإن قال ... بطلانه» ساقطة من ع.
(¬٥) ع: «كفى». ت: «كفا».
(¬٦) «عليه» ساقطة من ع.
(¬٧) ع: «محرم».