كتاب أعلام الموقعين عن رب العالمين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 3)

هريرة لمروان (¬١): [١٩/ب] «لا تسبقني بآمين» (¬٢). ثم خالفوا الخبر جِهارًا فقالوا: لا يؤمّن الإمام ولا المأموم.
واحتجوا على مسح ربع الرأس بحديث المغيرة بن شعبة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسحَ بناصيته وعمامته (¬٣). ثم خالفوه فيما دلَّ عليه فقالوا: لا يجوز المسح على العمامة، ولا أثر للمسح عليها البتةَ؛ فإن الفرض سقط بالناصية، والمسح على العمامة غير واجب ولا مستحبّ عندهم.
واحتجوا لقولهم في استحباب مُساوَقة (¬٤) الإمام بقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إنما جُعِل الإمام لِيؤتمَّ به» (¬٥)، قالوا: والائتمام به يقتضي أن يفعل مثل فعله سواء. ثم خالفوا الحديث فيما دلَّ عليه، فإن فيه: «فإذا كبَّر فكبِّروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا صلَّى جالسًا فصلُّوا جلوسًا أجمعون» (¬٦).
واحتجوا على أن الفاتحة لا تتعيَّن في الصلاة بحديث المسيء في صلاته، حيث قال له: «اقرأْ ما تيسَّر معك من القرآن» (¬٧). وخالفوه فيما دلّ عليه صريحًا في قوله: «ثم اركَعْ حتى تطمئنَّ راكعًا، ثم ارفَعْ حتى تعتدلَ
---------------
(¬١) «لمروان» ساقطة من د.
(¬٢) رواه البخاري معلقًا بصيغة الجزم (١/ ١٥٦)، ووصله عبد الرزاق (٢٦٣٩).
(¬٣) رواه مسلم (٢٤٧) من حديث المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه -.
(¬٤) في هامش ع إشارة إلى أنه كان في الأصل: «مسابقة».
(¬٥) رواه البخاري (٣٧٨) ومسلم (٤١١) من حديث أنس - رضي الله عنه -.
(¬٦) قطعة من الحديث السابق.
(¬٧) رواه البخاري (٧٥٧) ومسلم (٣٩٧) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -
.

الصفحة 72