كتاب أعلام الموقعين عن رب العالمين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 5)
هاهنا، ثم خيَّر الصبي، وقال: «اللهم اهدِه». فذهب إلى أبيه (¬١). ذكره أحمد (¬٢).
القضية الثالثة: أن رافع بن سنان أسلم، وأبت امرأته أن تُسلِم، فأتت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، وقالت: ابنتي فطيم أو شبهه، وقال رافع: ابنتي. فقال له (¬٣) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اقعد ناحيةً»، وقال لها: «اقعدي ناحيةً». فأقعد الصبيةَ بينهما، ثم قال: «ادعواها». فمالت إلى أمها. فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم اهدِها». فمالت إلى أبيها، فأخذها. ذكره أحمد (¬٤).
القضية الرابعة: جاءته امرأة، فقالت: إن زوجي يريد أن يذهب بابني، وقد سقاني (¬٥) من بئر أبي عِنَبة، وقد نفعني. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «استَهِما
---------------
(¬١) في النسخ الخطية: «أمِّه»، ولعله سبق قلم كان في الأصل أو تحريف من النساخ. والصواب ما أثبت من مصادر التخريج. والجدير بالذكر أن هذه القضية وتاليتها قضية واحدة.
(¬٢) برقم (٢٣٧٥٩) من حديث عبدالحميد الأنصاري عن أبيه عن جده رافع بن سنان. ورواه أيضًا أبو داود (٢٢٤٤)، والنسائي (٣٤٩٥). وفيه عبد الحميد بن سلمة، ويقال: عبد الحميد بن جعفر، وقيل: هما اثنان. انظر: «نصب الراية» (٣/ ٢٧٠). وقال الحافظ في «التلخيص» (٤/ ٣٣): وفي سنده اختلاف كثير وألفاظ مختلفة. ورجح ابن القطان رواية عبد الحميد بن جعفر. وقال ابن المنذر: لا يثبته أهل النقل، وفي إسناده مقال. وانظر: «بيان الوهم» (٣/ ٥١٤).
(¬٣) «له» ساقط من النسخ المطبوعة.
(¬٤) رواه أحمد (٢٣٧٥٧)، وأبو داود (٢٢٤٤)، والنسائي في «الكبرى» (٦٣٥٢)، من طريق عبد الحميد بن جعفر. انظر الحديث السابق.
(¬٥) في النسخ الخطية: «سقى لي»، والمثبت من «السنن».