كتاب أعلام الموقعين عن رب العالمين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 5)

وعند الإمام أحمد (¬١) أن أخت عقبة نذرت أن تحج ماشية، وأنها لا تطيق ذلك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -[٢٥٦/أ]: «إنَّ الله لغنيٌّ عن مشي أختك. فَلْتركَبْ، وَلْتُهْدِ بدَنة».
ونظر وهو يخطب إلى أعرابي قائم في الشمس، فقال: «ما شأنك؟». قال: نذرتُ أن لا أزال في الشمس حتى تفرُغَ (¬٢). فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ليس هذا نذرًا، إنما النذرُ فيما ابتُغِيَ به وجهُ الله». ذكره أحمد (¬٣).
ورأى (¬٤) شيخًا يهادي بين ابنيه، فقال: «ما بال هذا؟». فقالوا: نذَر أن يمشي. فقال: «إن الله عن تعذيب هذا نفسه لَغنيٌّ» (¬٥) وأمَره أن يركَب. متفق عليه (¬٦).
ونظر إلى رجلين مقترنين يمشيان إلى البيت، فقال: «ما بال القِرَان؟». قالوا: يا رسول الله، نذرنا أن نمشي إلى البيت مقترنين. فقال: «ليس هذا نذرًا،
---------------
(¬١) برقم (٢١٣٤) وقد تقدم.
(¬٢) في النسخ المطبوعة: «يفرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الخطبة». وفي «المسند» كما أثبت من النسخ الخطية.
(¬٣) برقم (٦٩٧٥) من حديث عبد الله بن عمرو. ورواه الطبراني في «الأوسط» (١٤٣٢). وفيه عبد الرحمن بن الحارث وعبد الله بن نافع المدني، وهما ضعيفان. وله متابعة عند الخطيب (٦/ ٤٨) من طريق آدم عن عبد الرحمن بن أبي زياد، ورواية أهل بغداد عن عبد الرحمن ضعيفة، وهي منها. وأصله عند البخاري (٦٧٠٤).
(¬٤) بعده في خز: «رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» وكذا في النسخ المطبوعة.
(¬٥) في ك: «لغني» قبل «عن»، وكذا في النسخ المطبوعة.
(¬٦) البخاري (١٨٦٥) ومسلم (١٦٤٢) من حديث أنس.

الصفحة 437