كتاب أعلام الموقعين عن رب العالمين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 5)

فجعله الله رحمةً للمؤمنين. ما من عبد يكون في بلد، ويكون (¬١) فيه، فيمكث، لا يخرج صابرًا محتسبًا، يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له= إلا كان له مثلُ أجرِ شهيد». ذكره [٢٥٨/أ] البخاري (¬٢).
وسأله - صلى الله عليه وسلم - فروة بن مُسَيك، فقال: يا رسول الله، إنَّا بأرض يقال لها: أَبْيَنُ (¬٣)، وهي ريفنا ومِيرَتنا، وهي وَبِئَة. أو قال: وباها (¬٤) شديد. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «دعها عنك، فإنَّ من القَرَفِ التَّلَفَ (¬٥)» (¬٦).
وفيه دليل على نوع شريف من أنواع الطب، وهو استصلاح التربة والهواء، كما ينبغي استصلاح الماء والغذاء؛ فإنَّ بصلاح هذه الأربعة (¬٧) صلاحَ البدن واعتدالَه.
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا طيرة، وخيرُها الفأل». قيل: يا رسول الله، وما الفأل؟ قال:
---------------
(¬١) يعني: الطاعون. وكذا وقع في النسخ، وفي «الصحيح»: «بلد يكون» دون الواو بينهما.
(¬٢) رقم (٦٦١٩) من حديث عائشة - رضي الله عنها -.
(¬٣) ضبط في ز بكسر الباء وسكون الياء، وهو خطأ.
(¬٤) كذا في النسخ، والوباء يقصر ويُمَدّ.
(¬٥) قال أبو عبيد في «غريب الحديث» (٥/ ٣٥٤): يقول: إذا قارفتم الوباء كان منه التلف. والقِراف: المخالطة.
(¬٦) رواه أحمد (١٥٧٤٢)، وأبو داود (٣٩٢٣)، وعبد الرزاق (٢٠١٦٢) من حديث فروة بن مسيك. وفيه يحيى بن عبد الله، مجهول. والحديث ضعفه البوصيري في «الإتحاف» (٤/ ٤٠٦) والألباني في «الضعيفة» (١٧٢٠).
(¬٧) بعده في ب زيادة: «يكون»، وكذا في النسخ المطبوعة.

الصفحة 451