كتاب أعلام الموقعين عن رب العالمين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 5)

«الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم». متفق عليه (¬١).
وفي لفظ لهما (¬٢): «لا عدوى، ولا طيرة. ويعجبني الفأل». قالوا: وما الفأل؟ قال: «كلمة طيبة».
ولما قال: «لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة» قال له رجل: أرأيت البعير يكون به الجَرَبُ، فتجرَب الإبل. قال: «ذاك القدر. فمَن أجرب الأول؟». ذكره أحمد (¬٣).
ولا حجة في هذا لمن أنكر الأسباب، بل فيه إثبات القدر، وردُّ الأسباب كلِّها إلى الفاعل الأول؛ إذ لو كان كلُّ سبب مستندًا إلى سببٍ قبله، لا إلى غايةٍ= لزم التسلسلُ في الأسباب، وهو ممتنع. فقطع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - التسلسلَ بقوله: «فمن أعدى الأول» (¬٤)، إذ لو كان الأول قد جَرِب بالعدوى، والذي قبله كذلك، لا إلى غاية= لزم التسلسل الممتنع.
وسألته - صلى الله عليه وسلم - امرأة، فقالت: يا رسول الله، دارٌ سكنَّاها، والعدد كثير، [والمال] (¬٥) وافر؛ فقلَّ العدد، وذهب المال. فقال: «دعُوها ذميمةً». ذكره
---------------
(¬١) البخاري (٥٧٥٥) ومسلم (٢٢٢٣) من حديث أبي هريرة.
(¬٢) البخاري (٥٧٧٦) ومسلم (٢٢٢٤) من حديث أنس.
(¬٣) برقم (٤٧٧٥) من حديث ابن عمر. ورواه أيضًا ابن أبي شيبة (٢٦٩٢١) وابن ماجه (٨٦). وفيه الكلبي، ضعيف. والحديث ضعفه البوصيري في «المصباح» (١/ ٥٣)، وانظر: «الصحيحة» (٧٨٢).
(¬٤) رواه البخاري (٥٧١٧) ومسلم (٢٢٢٠) من حديث أبي هريرة.
(¬٥) ما بين المعقوفين ساقط من النسخ الخطية، واستدركناه من «الموطأ».

الصفحة 452