كتاب أعلام الموقعين عن رب العالمين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 5)

أموالًا إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا (¬١) ــ من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله ــ وقليلٌ ما هم» (¬٢).
ولما نزلت: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: ٨٢] شقَّ ذلك عليهم، وقالوا: يا رسول الله، أيُّنا (¬٣) لم يظلِمْ نفسَه؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ليس ذلك. إنما هو الشرك، ألم تسمعوا قول لقمان لابنه: {يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: ١٣]». متفق عليه (¬٤).
وخرج عليهم (¬٥)، وهم يتذاكرون المسيح الدجال، فقال: «ألا أخبركم بما هو أخوَفُ عليكم عندي من المسيح الدجال؟». قالوا: بلى! قال: «الشرك الخفي (¬٦): أن يقوم الرجل فيصلِّي، فيزيِّن صلاته لما يَرى من نظرِ رجلٍ آخر». ذكره ابن ماجه (¬٧).
وسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن طاعة الأمير الذي أمرَ أصحابَه، فجمعوا حطَبًا،
---------------
(¬١) زادوا بعده في النسخ المطبوعة: «إلى»، ولم ترد هذه الزيادة في «الصحيحين» ولا في النسخ الخطية.
(¬٢) رواه البخاري (٦٢٦٨) ومسلم (٩٩٠) من حديث أبي ذر.
(¬٣) ما عدا ز: «وأينا»، وكذا في النسخ المطبوعة. وفي «الصحيحين» كما أثبت من ز.
(¬٤) البخاري (٣٤٢٩) ومسلم (١٢٧) من حديث ابن مسعود.
(¬٥) في المطبوع بعده زيادة: «رسول الله - صلى الله عليه وسلم -».
(¬٦) في النسخ المطبوعة بعده زيادة: «قالوا: وما الشرك؟ قال». والظاهر أنه تصرف ناشر.
(¬٧) برقم (٤٢٠٤) من حديث أبي سعيد الخدري. صححه الطبري في «مسند عمر» (٢/ ٧٩٤)، وحسنه البوصيري في «المصباح» (٢/ ٣٣٩). وانظر: «صحيح الترغيب» (٢٧).

الصفحة 457