كتاب أعلام الموقعين عن رب العالمين - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 5)

برجلٍ يقول لرجل: أهو هو؟ فاستقبلاني بوجوه لم أرها لخلقٍ (¬١) قطُّ، وأرواحٍ لم أجدها لخلقٍ قطُّ، وثيابٍ لم أرها على أحدٍ (¬٢) قطُّ. فأقبلا يمشيان حتى أخذ كلٌّ منهما بعضدي، لا أجد لأخذهما مسًّا. فقال أحدهما لصاحبه: أضجِعْه، فأضجعاني بلا قَصْر ولا هَصْر (¬٣). فقال أحدهما لصاحبه: افلِقْ صدرَه، فحوى أحدُهما صدري (¬٤)، ففلَقه فيما أرى بلا دم ولا وجع. فقال له: أخرِج الغِلَّ والحسدَ، فأخرج شيئًا كهيئة العَلَقة، ثم نبَذها، فطرَحها. فقال (¬٥) له: أدخِل الرأفة والرحمة، فإذا مثلُ الذي أخرَج شبهُ الفضة. ثم هزَّ إبهام رجلي اليمنى، فقال: اغدُ سليمًا! فرجعتُ بها رقّةً على الصغير، ورحمةً على الكبير». ذكره أحمد (¬٦).
---------------
(¬١) في النسخ المطبوعة: «لأحد».
(¬٢) في النسخ المطبوعة: «خلق».
(¬٣) يعني: من غير حبس وقهر ولا كسر وإمالة.
(¬٤) كذا في النسخ. وفي «المسند»: «فهوى أحدهما إلى صدري».
(¬٥) في النسخ المطبوعة: «ثم قال»، وكذا في خك.
(¬٦) بل هو من زيادات ابنه عبد الله من حديث أُبيّ بن كعب برقم (٢١٢٦١). ورواه الضياء المقدسي (١٢٦٤)، وابن عساكر (١/ ٣٧٥)، من طريق معاذ بن محمد عن أبيه عن جده، وهم مجاهيل .. ورواه ابن حبان (٧١٥٥) والحاكم (٣/ ٥١٠) مختصرًا من طريق محمد بن معاذ. وحسَّنه البوصيري في «الإتحاف» (٧/ ١٥)، وضعَّفه الألباني في «الصحيحة» (٤/ ٦٠، ١٥٤٥).

الصفحة 479