كتاب علم اللغة

هو كل ما يتصل بفلسفته وفهمه, والوقوف على ما يسير عليه من قوانين؛ فقد قال صاحب المصباح: "الفقه فهم الشيء", وقال ابن فارس: "كل علم لشيء فهو فقه".
وقد كنا نود أن نسمي كتابنا هذا باسم "فقه اللغة" لولا أن هذا الاسم قد خصص مدلوله في الاستعمال المألوف، فأصبح لا يفهم منه إلّا البحوث المتعلقة بفقه اللغة العربية وحدها.
2- أغراض علم اللغة:
يرمي هذا العلم من وراء دراسته للظواهر اللغوية السابق بيانها إلى أغراضٍ وصفيةٍ تحليليةٍ يرجع أهمها إلى الأمور الآتية:
1- الوقوف على حقيقة الظواهر اللغوية، والعناصر التي تتألف منها, والأسس القائمة عليها.
2- الوقوف على الوظائف التي تؤديها في مختلف مظاهرها, وفي شتَّى المجتمعات الإنسانية.
3- الوقوف على العلاقات التي تربطها بعضها ببعض، والعلاقات التي تربطها بما عداها من الظواهر: كالظواهر الاجتماعية والنفسية والتاريخية والجغرافية والطبيعية والفيزيولوجية والأنتروبولوجية ... وهلم جرَّا.
4- الوقوف على أساليب تطورها واختلافها باختلاف الأمم والعصور.
5- كشف القوانين التي تخضع لها في جميع نواحيها, والتي تسير عليها في مختلف مظاهرها -القوانين التي تسير عليها في تكونها ونشأتها وأدائها لوظائفها, وعلاقاتها المتبادلة, وعلاقاتها بغيرها, وتطورها.. وما إلى ذلك.
وهذا الغرض الأخير هو الأساسي لبحوث علم اللغة، بل يكاد يكون

الصفحة 16