كتاب علم اللغة

المؤتمرات والهيئات العلمية الممثلة لمختلف الأمم الأوروبية, وعمَّ استخدامه في لغاتها "تلغراف، تليفون، سوسيولوجيا، جيولوجيا ... إلخ". وقد أجاز المجمع اللغوي بمصر الالتجاء إلى هذه الطريقة، حيث تدعو إلى ذلك ضرورة، بألّا يوجد في مفردات اللغة متداولها ومهجورها ما يعبر تعبيرًا دقيقا عن الاصطلاح المراد التعبير عنه.
ولا يخفى ما لهذه الوسيلة من أثر في نهضة لغة الكتابة، واتساع متنها، ودقة مصطلحاتها وزيادة مرونتها وقدرتها على التعبير.
وقد ارتضى الأدباء والعلماء بعض قواعد عامة في وضع هذه الألفاظ, ويستعينون عادة في تكوينها بالنحت والاشتقاق الأكبر, ومزج كلمتين أو أكثر من كلمة واحدة, ويستمدون أصولها من اللغات الحية أو الميتة وخاصة اللاتينية واليونانية القديمة, وكثيرًا ما يستعان في تكوينها بأكثر من لغة واحدة, فمن المفردات ما هو مؤلف من لغتين ""سوسيولوجيا" أي: علم الاجتماع، فصدر الكلمة "سوسيو" من أصل لاتيني, معناه: الجمعية, وعجزها "لوجيا" من أصل يوناني, معناه: المقال أو البحث أو الخطبة" =Sociologie" du latin "societas discourw = logos scoiete et du grec "logo, بل أن منها ما هو مؤلف من ثلاث لغات ""بيسيكلت" أي: الدراجة, فإن "بي" من أصل لاتيني يدل على التثنية، "وسيكل" من أصل يوناني معناه الدائرة، و"ت" Bicyclette du latin "bi" = deux foes et du grec "kiklos= cercle et du suffixe diminutif francais "tte"
وقوام هذه المفردات هو التواضع والاصطلاح, ولذلك كثيرًا ما تختلف معانيها اختلافًا يسيرًا أو كبيرًا عن معاني الأصول التي استمدت منها.
ولا تبقى هذه الألفاظ جامدة على الحالة التي وضعت عليها, بل ينالها ما ينال غيرها من المفردات، وتخضع في تطورها الصوتي والدلالي للقوانين العامة نفسها التي تخضع لها الألفاظ الأصلية, فبمجرد أن يقذف

الصفحة 282