كتاب علم اللغة

هذه الظاهرة اسم "توهين الأصوات الساكنة الأخيرة.
assourdissement des consonnes sonores finales1
وأما تحولها إلى أصوات لين فقد حدث على الأخص في حرف اللام المتطرفة "vocalisation de "1' final"2.
هذا، وقد أحدث سقوط الأصوات اللينة والساكنة الواقعة في أواخر الألفاظ انقلابًا كبيرًا في عالم اللغات, فقد كان من آثاره انقراض "طريقة الإعراب" في كثير من اللغات التي كانت تسير عليها كالعربية واللاتينية وما إليهما3.
2- ووقوع الصوت في وسط الكلمة يعرضه كذلك لكثير من صنوف التطور والانحراف.
فمن ذلك ما حدث في اللغة العربية بصدد الهمزة الساكنة الواقعة في وسط الثلاثي, فقد تحولت إلى ألف لينة في عامية المصريين وغيرهم "فيقال: راس، فاس، فال، ضاني ... بدلًا من: رأس، فأس، فأل، ضأن ... إلخ".
ومن هذا القبيل كذلك ما حدث بصدد الياء والواو الساكنتين في وسط الكلمة في مثل عين ويوم, فقد تحولتا في بعض المناطق المصرية وغيرها إلى صوتين من أصوات اللين: فأولهما تحول إلى صوت يشبه صوت ai e في اللغة الفرنسية "عين، خيل، بين، زينب ... إلخ" وثانيهما تحول إلى صوت يشبه صوت o الفرنسي "يوم، نوم، فوز، لوم ... إلخ".
__________
1 حدث مثل ذلك أيضًا في الألمانية الحديثة؛ إذ تحول فيها مثلًا grob tod إلى grop tot انظر Dauzat, op. cit., 75
2 حدث ذلك في الفرنسية وفي البروفنسية حوالي القرن الثاني عشر الميلادي V. Dauzat, op Cit 75
3 "طريقة الإعراب" هي الطريقة التي تعتمد في بيان نوع الكلمة ووظيفتها في الجملة على ما يلحق آخرها من أصوات, ولا يزال لهذه الطريقة آثار كثيرة في بعض لغات التخاطب كالألمانية وما إليها.

الصفحة 305