كتاب علم اللغة

على مختلف الخواص المميزة للصوت الذي نختبره, وعلى مبلغ كل خاصة منها ودرجتها, وكل جهاز من هذه الأجهزة يشتمل على ثلاثة أجزاء:
1- الكاشف Explorateur، ويوضع على العضو الذي يراد دراسة حركته في أثناء النطق للوقوف على خاصة من خواص الصوت, ويختلف شكل الكاشف وتركيبه باختلاف الأعضاء التي يوضع عليها, وهو موضوع بطريقة تجعله يحسُّ إحساسًا دقيقًا كل ما يقوم به العضو من حركة مهما كانت ضئيلة.
2- المدون Inscripteur, وهو على شكل قلم متصل بالكاشف، يتحرك حركات معينة تبعًا لحركات العضو التي يحسها الكاشف، ويخطّ في أثناء تحركه خطوطًا تمثل، في اتجاهاتها وأطوالها وأشكالها، حركات العضو.
3- المسجل Enregistreur, وهي أسطوانة تدور حول محورها, يخط عليها المدون الخطوط السابق ذكرها، والغرض من دورانها أن تقع الخطوط منفصلة بعضها عن بعض.
ولكل جهاز من هذا النوع نظام خاص في سيره وتركيبه وحلّ رموزه، ويستخدم عدد كبير من هذه الأجهزة في وقت واحد في أثناء النطق، فيوضع جهاز على الرئة, وآخر على القلب, وثالث على القصبة الهوائية, ورابع على الحنجرة, وخامس على الأنف, وسادس على الفم ... وهلمَّ جرَّا. فعلى ضوء الخطوط التي تظهر في سجلات هذه الأجهزة نستطيع -بعد قياسها وحلّ رموزها- أن نقف على مختلف خواص الصوت الذي نجري عليه الاختبار, وأن نصفه وصفًا دقيقًا لا لبس فيه ولا إبهام.
هذا، وقد شاع تسمية البحوث القائمة على طريقة الأجهزة باسم "الفونيتيك التجريبي" Phonetique Experimentale, أي: دراسة

الصفحة 44