(2) باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم
1 - (1) وحدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ. ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ المُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَة، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعىِّ بْنِ حِرَاشٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا رَضِىَ اللهُ عَنْهُ يَخْطُبُ. قَال: قَال رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تَكْذِبُوا عَلَىَّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَكْذِبْ عَلَىَّ يَلج النَّارَ ".
2 - (2) وَحَدَّثَنِى زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، يَعْنِى ابْنِ عُليَّةَ، عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ بنِ مَالكٍ، أَنَّهُ قَال: إِنَّهُ ليَمْنَعَنِى أَنْ أُحَدِّثَكُمْ حَدِيثًا كَثِيرًا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " مَنْ تَعَمَّدَ عَلَىَّ كَذِبًا فَليَتَبَوأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ".
3 - (3) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الغُبَرِىُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِى حَصِينٍ، عَنْ أَبِى صَالِحٍ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا فَليَتَبَوأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قوله- عليه السلام-: " من كذب على مُتَعمِّدًا [فليتبوأ مقعده من النار] (¬1)، قال الإمام: الكذبُ عند الأشعرية الإخبار عن الأمر على ما ليس هو به.
هذا حد الكذب عندهم، لا يشترطون فى كونه كذباً العمدَ والقصد [إليه] (¬2)، خلافاً للمعتزلة فى اشتراطهم ذلك، ودليل هذا الخطاب يردُّ عليهم، لأنه يدلُّ على أنَّ ما لم يُتَعمَّد يقع عليه اسم الكذب (¬3).
وأما قوله: " فليتبوَّأ مقعده من النار ": فإن الهروى قال فى قوله تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّار} (¬4) [أى] (¬5) اتخذوها منازل، وقوله: {نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء} (¬6) أى: نتخذ (¬7)
¬__________
= وبرواية العدلين ترتفع الجهالة عند الجمهور، لكن لا تثبت بذلك العدالة، وذهب الدارقطنى إلى ثبوت العدالة بذلك. إعلاء السنن 1/ 130.
(¬1) ساقطة من ت. الحديث أخرجه البخارى فى الصحيح، ك العلم، ب إثم من كذب على النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 1/ 38،
والترمذى، ك الفتن، ب 270، ك العلم، ب تعظيم الكذب على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 5/ 35، والدارمى فى المقدمة، ب اتقاء الحديث عن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والتثبت فيه 1/ 67، عن عبد الله بن مسعود، والترمذى من حديثه ومن حديث أنس- رضى الله عنهما-، وأحمد فى المسند 5/ 292 عن خالد بن عرفطة.
(¬2) ساقطة من ت.
(¬3) فى الإكمال: كذب، والمثبت من المعلم، ت. وانظر: مقالات الإسلاميين: 445.
(¬4) الحشر: 9.
(¬5) من المعلم.
(¬6) الزمر: 74.
(¬7) فى الإكمال، ت: نتخذها، والمثبت من المعلم.