كتاب إكمال المعلم بفوائد مسلم (اسم الجزء: 2)

قَالَ عُرْوَةُ: الآيَةُ: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} إلى قوله: {اللاَّعِنُونَ} (¬1).
7 - (228) حدَّثنا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَحَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِى الْوَلِيدِ، قَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنِى أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، حَدَّثَنِى أَبِى، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُثْمَانُ، فَدَعَا بِطَهُورٍ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلاةٌ مَكْتُوبَةٌ، فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا وَخُشُوعَهَا وَركُوعَهَا، إِلا كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنَ الذُّنُوبِ، مَا لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً، وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ ".
8 - (229) حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّىُّ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - وَهُوَ الدَّرَاوَرْدِىُّ - عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ حُمْرَانَ - مَوْلَى عُثْمَانُ - قَالَ: أَتَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ بِوَضُوءٍ، فَتَوَضَّأَ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ نَاسًا يَتَحَدَّثُونَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَادِيثَ، لا أَدْرِى مَا هِىَ؟ إِلا أَنِّى رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوئِى هَذَا، ثُمَّ قَالَ: " مَنْ تَوَضَّأَ هَكَذَا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَأَنَتْ صَلاتُهُ وَمَشْيُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ نَافِلَةً ". وَفِى روَايَةِ ابْنِ عَبْدَةَ: أَتَيْتُ عُثْمَانُ فَتَوَضَّأَ.
9 - (230) حدَّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ - وَاللَّفْظُ لقُتَيْبَةَ وَأَبِى بَكْرٍ - قَالُوا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانُ، عَنْ أَبِى النَّضْرِ، عَنْ أَبِى أَنَسٍ؛ أَنَّ عُثْمَانَ تَوَضَّأَ بِالْمَقَاعِدِ، فَقَالَ: أَلا أُرِيكُمْ وُضُوءَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ ثُمَّ تَوَضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا. وَزَادَ قُتَيبَةُ فِى رِوَايَتِهِ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ أَبُو النَّضْرِ عَنْ أَبِى أَنَسٍ. قَالَ: وَعِنْدَهُ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
10 - (231) حدَّثنا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، جَمِيعًا عَنْ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
حَرَّجت كتمان العلم، وفى الموطأ قال مالك: أُراه يريدُ هذه الآية: {أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَي النَّهَار} (¬2). وعلى هذا تصح الروايتان، على الوجه الأول، وعلى أنه لولا أن معنى ما أحدثكم به فى كتاب الله ما حدثتكم به لئلا تتكلوا، وتلك الآية الأولى وإن كانت نزلت فى أهل الكتاب، ففيها تنبيه وتحذير لمن فعَلَ فعلَهم وسلك سبيلَهم، مع أَنَّ النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد عمَّ القول فى ذلك
¬__________
(¬1) البقرة: 159.
(¬2) هود: 114، ومعنى " أراه ": أى أظن عثمان يريد هذه الآية.

الصفحة 17