كتاب إكمال المعلم بفوائد مسلم (اسم الجزء: 3)

قَالَ سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ - وَرَجُلٌ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ حَتَّى يَقُومَ ثَلاثةٌ مِنْ ذَوِى الحِجَا مِنْ قَوْمِهِ: لقَدْ أَصَابَتْ فُلانًا فَاقَةٌ، فَحلَّتْ لَهُ المَسْأَلةُ؛ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ - أَوْ قَالَ سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ - فَمَا سِوَاهُنَّ مِنَ المَسْأَلةِ يَا قَبِيصَةُ سُحْتًا يَأْكُلهَا صَاحِبُهَا سُحْتًا ".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
سداداً ": كذا ضبطناه بكسر الكاف والسين وهما بمعنى. قال صاحب العين: قوام العيش: ما يغنى منه، والسداد: ما سددت به شيئاً. وقال الهروى: وقوله: " سداد من عيش " أى ما يسد به خلته، وكل شىء سددت به خلالاً فهو سداد، ومنه: سداد الثغر وسداد القارورة. وقوله: " فما سوى هذا يا قبيصة سحت ": على إضمار فعل، أى اعتقده سحتاً، أو إنما يأكل سحتاً، وبالرفع رواه غير مسلم (¬1). وفيه أن متحمل الحمالة يعطى من الزكاة وإن كان غنياً؛ لأنه من الغارمين، وهو الرجل يسعى فى صلاح ذات البين فى النائرة (¬2) تقع بين القوم. والترات (¬3) يتضمن ما لأصحاب الطوائل وديات القتلى (¬4) فيهم، يترضاهم بذلك حتى تسكن الثائرة، فهذا يعان من الزكوات (¬5) وغيرها من أموال الله على ما صنع من المعروف، ولا يلزم ذلك فى مال، قاله أبو سليمان.
¬__________
(¬1) أبو داود، ك الزكاة، ب ما تجوز فيه المسألة 1/ 381.
(¬2) يقال: نأرت نائرة فى الناس: هاجت هائجة. انظر: اللسان. وفى الأبى: الثائرة.
(¬3) الترات: الرجل الممتلئ، وقيل: تارُّ وترّ طويل. وقيل: المجهود. انظر: اللسان.
(¬4) فى الأصل: العتلى.
(¬5) فى س: الزكاة.

الصفحة 578