كتاب إكمال المعلم بفوائد مسلم (اسم الجزء: 3)

(45) باب إعطاء من يخاف على إيمانه
131 - (150) حَدَّثَنَا الحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ الْحُلْوَانِىُّ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ - وَهُوَ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ - حَدَّثَنَا أَبِى، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِى عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ؛ أَنَّهُ أَعْطَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَهْطًا وَأَنَا جَالِسٌ فِيهِمْ. قَالَ: فَتَرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ رَجُلاً لمْ يُعْطِهِ، وَهُوَ أَعْجَبَهُمْ إِلىَّ، فَقُمْتُ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَارَرْتُهُ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَالكَ عَنْ فُلانٍ؟ وَاللهِ! إِنِّى لأَرَاهُ مُؤْمِنًا. قَالَ: " أَوْ مُسْلِمًا "، فَسَكَتُّ قَلِيلاً، ثُمَّ غَلبَنِى مَا أَعْلمُ مِنْهُ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَالكَ عَنْ فُلانٍ؟ فَوَ اللهِ، إِنِّى لأَرَاهُ مُؤْمِنًا. قَالَ. " أَوْ مُسْلِمًا " فَسَكتُ قَليلاً، ثُمَّ غَلَبنِى مَا أَعْلم مِنْه. فَقْلتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَالَكَ عَنُ فُلانٍ؟ فَوَ اللهِ، إِنِّى لأَرَاهُ مُؤمِنًا. قَالَ: " أَوْ مُسْلمًا ". قَالَ: " إِنِّى لأُعْطِى الرَّجُلَ وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلىَّ مِنْهُ، خَشْيَةَ أَنْ يُكَبَّ فِى النَّارِ عَلى وَجْهِهِ ".
وَفِى حَدِيثِ الحُلوَانِىِّ تَكْرَارُ القَوْلِ مَرَّتَيْنِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[وقوله فى الحديث] (¬1): " ما لك عن فلان، والله [إنى] (¬2) لأراه مؤمناً "، قال الإمام: يحتمل أن يكون إنما حلف على ما ظهر له [منه] (¬3) لا على معتقده؛ لأن البواطن لا تعلم.
قال القاضى: [قوله: " والله] (¬4) إنى لا أراه [مؤمناً] (¬5) " يبين هذا، ولم يقل: " [والله] (¬6) إنه لمسلم (¬7)، إنما حلف على ما رآه [منه] (¬8) وظهر له.
وقول النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [له] (¬9): " أو مسلماً " [بسكون الواو غير، ومن حركها أحال المعنى؛ لأن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يرد استفهامه، وإنما أشار له إلى القسم الآخر المختص بالظاهر، فجاء بـ " أو " التى للتقسيم] (¬10).
قال الإمام: فيه دليل على الفرق (¬11) بين الإسلام والإيمان؛ [لأن الإيمان التصديق، والإسلام الاستسلام والانقياد للشرائع] (¬12)، والإيمان شعبة من ذلك، فكل إيمان إسلام وليس كل إسلام إيمان؛ لأنه قد ينقاد فى الظاهر وهو منافق، قال الله تعالى: {قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا} الآية (¬13).
¬__________
(¬1) سقط من س.
(¬2) و (¬3) ساقطة من س.
(¬4) و (¬5) من س.
(¬6) ساقطة من س.
(¬7) فى س: لمؤمن.
(¬8) و (¬9) ساقطة من س.
(¬10) سقط من ع.
(¬11) فى ع: التفرقة.
(¬12) سقط من الأصل، واستدرك فى الهامش.
(¬13) الحجرات: 14.

الصفحة 597