كتاب إكمال المعلم بفوائد مسلم (اسم الجزء: 7)

(30) باب التلبينة مجمة لفؤاد المريض
90 - (2216) حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ الليْثِ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِى أَبِى، عَنْ جَدِّى، حَدَّثَنِى عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوجِ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهَا كَانَتْ، إِذا مَات المَيِّتُ مِنْ أَهْلِهَا، فَاجْتَمَعَ لِذَلِكَ النِّسَاءُ، ثُمَّ تَفَرَّقْنَ إِلا أَهْلهَا وَخَاصَّتَهَا، أَمَرَتْ بِبُرْمَةٍ مِنْ تَلبِينَةٍ فَطُبِخَتْ، ثُمَّ صُنِعَ ثَرِيدٌ، فَصُبَّتِ التَّلبِينَةُ عَليْهَا. ثُمَّ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقوله: " التلبينة مجمة ": معناه: أن تسرو همه، وهو كالحديث الآخر: " الحساء تسرو عن فؤاد السقيم " (¬1)، وفى حديث طلحة - رضى الله عنه - رمى إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سفرجلة، وقال دونكها؛ فإنها تجم الفؤاد (¬2)، وقال ابن عائشة (¬3): معناه مرتجة (¬4)، وقال غيره: معناه: تجمعه وتحمل صلاحاه (¬5) ونشاطه.
قال القاضى: لم يروه فى الكتاب كله مسلم إلا " أعلقت عليه " وفسروه فى كتاب يونس: " غمزت "، لكن فى كتاب البخارى الخلاف فيه، فعمر وغيره يقول: " عليه "، وسفيان بن عيينة يقول: " عنه " وفسره فيه سفيان برفع الحنك بالإصبع، وكله متقارب المعنى وهو معنى ما فسره به القتبى (¬6) وأبو عبيد (¬7) من رفع اللهاة، قال الخطابى: كذا يروونه المحدثون والصواب: " أغلقت (¬8) عنه ". وقال الأصمعى: العذرة قريب من اللهاة، وفى البارع (¬9): العذرة: اللهاة، وذكر بعض المتكلمين على الحديث. ومضى الكلام فى
¬__________
(¬1) رواه الترمذى، ك الطب، ب ما يطعم المريض (2039)، ابن ماجة، ك الطب، ب التلبينة (3445)، أحمد 6/ 32، النسائى فى الكبرى، ك الطب، ب الدواء بالتلبينة، حديث رقم (7573/ 2).
(¬2) رواه ابن ماجة، ك الأطعمة، ب أكل الثمار (3369).
(¬3) هو عبيد الله بن حفص بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر التيمى، كان من أهل البصرة، فقدم بغداد وحدث بها، ثم عاد إلى البصرة، كان فصيحًا، أديبًا، حسن الخلق خلابًا للحديث، عالماً بالعربية، توفى سنة 228. انظر: تاريخ بغداد 1/ 314، تقريب التهذيب 374.
(¬4) فى ح: تريحه.
(¬5) فى ح: صلاحه.
(¬6) لم نعثر على هذا المعنى عند القتبى فى كتبه التالية: " غريب الحديث، تأويل مختلف الحديث، أدب الكاتب " وقد ذكره القاضى فى المشارق 2/ 71.
(¬7) أبو عبيد فى غريب الحديث 1/ 71.
(¬8) فى ح: أعلقت، بالعين المهملة.
(¬9) لأبى على القالى.

الصفحة 127