كتاب إكمال المعلم بفوائد مسلم (اسم الجزء: 7)

الْعَرْشِ: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ فَيُخْبِرُونُهُمْ مَاذَا قَالَ. قَالَ: فَيَسْتَخْبِرُ بَعْضُ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وليه قر الدجاجة، فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة ". قال الإمام: يقال: قررت الخبر فى إذنه أقره قراً: أودعته، وقر الطائر قراً: صوت، قال بعضهم. وقال غيره: قرت الدجاجه قراً. وفى رواية المقريزلى (¬1) عن البخارى (¬2): " قر الدجاجة "، بكسر القاف، وهو حكاية صوتها. قال الخطابى فى غريبه: قرت يقر قراً: وإذا رجعت فيه، قيل: قرقرت وقرقريرا (¬3)، قال الشاعر:
[إذاً قر قرت هاج الهوى قرقر يرها] (¬4)
وقال الراجز: [صوت الشقراق إذا قال قرقر].
فأظهر لعلة التضعيف على الحكاية، قال: والمعنى: أن الجنى يقذف بالكلمة إلى وليه الكاهن فيتسامع بها الشياطين (¬5)، كما يؤذن الدجاجة بصوتها صواحباتها فيتجاوب، قال: وفيه وجه آخر وهو أن تكون الرواية كقر الدجاجة، يدل عليه رواية البخارى: " فيقرها فى أذنه كما تقر القارورة " (¬6)، فذكر القارورة فى هذه الرواية يدل على ثبوت الرواية بالدجاجة.
قال القاضى: أما مسلم فلم تختلف الرواية فيه " الدجاجة " بالدال، وأما رواية الزجاجة بالزاى فاختلفت فيها الروايات عن البخارى (¬7)، فقد ذكر الدارقطنى أنه مما صحفوا فيه (¬8)، وأن الصواب: " الدجاجة " بالدال، تكن رواية " القارورة " تصحح
¬__________
(¬1) فى ح: الفربرى، وهو الصحيح. وهو محمد بن يوسف بن مطر بن صاح بن بشير الفربرى، نسبه إلى فربر، أبو عبد الله راوى الجامع الصحيح عن البخارى سمعه منه بفربر مرتين، مات سنة 320. انظر: وفيات الأعيان 4/ 290، السير 15/ 10، معجم البلدان 4/ 246.
(¬2) البخارى، ك الأدب، ب قول الرجل للشىء ليس بشىء وهو ينوى أنه ليس بحق (6213).
(¬3) انظر: غريب الحديث للخطابى 1/ 612.
(¬4) البيت فى تهذيب اللغة 8/ 282، الصحاح 2/ 790.
(¬5) تفسير الخطابى مخالف لنص حديث البخارى الذى ساقه هو فى خلال شرحه. قالته الباحثة فى الرسالة. قال القرطبى فى المفهم بعد أن ذكر كلام الخطابى: والأشبه بمساق الحديث أن يكون معناه: أن الجنى يلقى إلى وليه تلك الكلمة بصوت خفى فيراجع بزمزمة ويرجعه له، كما يلقيه الكهان للناس، فإنهم تسمع لهم زمزمة وأسجاع وترجيع، على ما علم من حالهم بالمشاهدة والنقل.
(¬6) البخارى، ك صفة إبليس، ب بدء الخلق. الفتح 6/ 263.
(¬7) ذكره القاضى فى المشارق عن مسلم، أنه لم يختلف الرواية فيه، قال: واختلفت فيه الروايات فى البخارى. المشارق 1/ 254.
(¬8) ذكره القاضى فى المشارق 1/ 254، والقرطبى فى المفهم 3/ 215، وابن حجر فى الفتح 10/ 180.

الصفحة 156