كتاب إكمال المعلم بفوائد مسلم (اسم الجزء: 7)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فى رواية الأوزاعى ومعقل، ومعناه عندى: أن يكون من الخلط. قال صاحب العين: القرف: الخلط، أى يخلطون فيها من الكذب، كما قال ويزيدون.
وفى حديث يونس: " يرقون فيها ويزيدون " كذا قيدناه على شيوخنا بضم الياء وفتح الراء وتشديد القاف (¬1) وفى بعض النسخ: " يرقون " بفتح الياء وسكون الراء، قال بعضهم: وهو الصواب، ومعناه بمعنى: يزيدون (¬2)، يقال: رقى فلان على الباطل: إذا تقوله، بكسر القاف. وهو من أكبر (¬3) وهو الصعود، أى أنهم يدعون فوق ما سمعوا.
قال القاضى: ولا فرق بين اللفظين، أحدهما مضعف والآخر على أصله.
وقوله: " لكن ربنا إذا قضى أمراً سبح حملة العرش وسبح أهل السماء الذين يلونهم، خى يبلغ التسبيح أهل هذه السماء الدنيا، قال الذين يلون حملة العرش: ماذا قال ربكم؟ فيخبرونهم " ثم ذكر استخبار بعضهم بعضاً حتى يبلغ الخبر هذه السماء، فيخطف الجن السمع: فيه جواز التسبيح عند استعظام الأمور، وذلك أن عظمتها من عظمته تعالى وتحت قدرته فتسبح لك.
وقيل: إن حملة العرش من أقرب الملائكة وأعلاهم منزلة وأكثرهم علماً، وأنهم أول ما يطلع على ما ينكشف من الأمور ويظهر الله من قضائه وعلم غيبه، وأن ملائكة كل سماء إنما تستمد العلم من ملائكة السماء التى فوقها.
قال الإمام: وأما التنجيم، فمن اعتقد اعتقاد كثير من الفلاسفة فى كون الأفلاك فاعلة لما تحتها، وكل فلك يفعل ما تحته حتى ينتهى الأمر إلينا وسائر الحيوان والمعادن والنبات، ولا صنيع للبارى - سبحانه وتعالى - فى ذلك، فإن ذلك مروق من الإسلام (¬4).
وأما من قال: لا فاعل إلا الله جلت قدرته، وهو عز وجل فاعل الكل، ولكن فعل البارى سبحانه فى هذه الجواهر قوى طبيعية يفعل بها، كما خلق فى النار قوة وطبيعة يحرق بها، ويحتجون على ذلك بمشاهدتهم الشمس تسخن ويصلح أكثر النباتات، فيقولون: على هذا غيره مستنكر أن يكون امتزاج قوة المشترى وزحل فى قرانها الأصفر، يكون من التأثير عنه كذا وكذا، ويكون التأثير عن قرانها الأوسط أعظم لزيادة القوة الطبيعية، وقرانهما الأعظم يكون فيه التأثير عظيماً مهولاً؛ لعظم قوتها، وزيادة الطبيعة المؤثرة بانتقالها على صفة أحما (¬5).
¬__________
(¬1) انظر: المشارق 1/ 299.
(¬2) انظر. غريب الحديث للخطابى 1/ 612.
(¬3) فى ح: الترقى.
(¬4) انظر فى هذا المعتقد الباطل ودحضه: الفصل لابن حزم 5/ 147، النبوات لابن تيمية ص 51، تهافت الفلاسفة ص 86.
(¬5) فى ح: أخرى.

الصفحة 159