كتاب العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه عبد الله (اسم الجزء: 1)
فلما نشأت الفرق واختلف الاهواء فشا الكذب في بعض الطوائف على رسول الله صلى الله عليه وسلم لان كل واحد جيدا أن قول النبي صلى الله عليه وسلم أغلى شئ عند المسلمين فابتدأ وضع الاحاديث لتقوية الاهواء والاراء.
كما بدأ التحريف والتأويل الجائر لبعض الايات من كتاب الله.
فقام المسلمون بحفظ هذين الاصلين بجميع الوسائل والامكانيات يشهد التاريخ الصادق أن المسلمين عرفوا قدر هذين الاصلين كتاب الله وسنة رسوله وأنهما سبب سعادة كل مسلم وموضع هداية كل مؤمن ومعلوم من فطرة الانسان أن المتاع الغالي والثمين يبالغ في حفظه وصيانته بكل مستطاع.
وكلما زاد غلاء ازادت العناية في حفظه.
فقاموا بحفظ كتاب الله في الصدور ثم في المصاحف ما بين الدفتين.
كما قاموا بحفظ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ظهر قلب ثم بتدوينه في الدواوين ثم التحقق والتثبت فيها.
روى مسلم في مقدمة صحيحه 15 عن ابن سيرين قال: لم يكونوا يسألون عن الاسناد، فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم، فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم.
واستنبطوا بتوفيق الله لخدمتها علوما ما عرفت البشرية في تاريخها الطويل عشر معشار ما عند المسلمين، فانظر إلى تلك العلوم الكثيرة من التجويد والتفسير وأصولها والنحو والصرف، والبلاغة ثم مصطلح السنة وفي كل فن فنون وأفنان، كلها لخدمة هذين الاصلين الكريمين.
نعم من معجزة هذا الدين الخالد أن الله خلق له خلقا كانوا زبدة البشرية وخلاصتها وهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الذين قاموا بنصرة نبيهم
وتعزيره وتوقيره والفداء بأرواحهم وأموالهم على إشارة طرفه المبارك.
لا يوجد لهم مثيل في أمة من الامم.
الصفحة 14
567