كتاب العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه عبد الله (اسم الجزء: 1)

في الماضي ولا في الحاضر دونت تراجم وسير العلماء خلال اثني عشر قرنا كما فعل المسلمون.
فبامكاننا، الحصول على تراجم خمسمائة عالم من المشهورين من كتبهم.
اهـ (1) .
ولم يقتصر أهل الحديث على جمع التراجم بل بحثوا دقيقا في مروياتهم حتى روايات الثقات المعروفين منهم ولم يعتمدوا على كونهم ثقات ولم يفعوهم من البحث والنقد.
فإن الثقة قد يهم ويخطى، فطرة الله التي فطر الناس عليها.
فبحثوا في رواياتهم التي وهموا أو أخطأوا فيها، هذا ما عرف بعلم علل الحديث.
وهل يمكن يا صاح أن تكون طرق للبحث والنقد والتثبت والتفتيش للاخبار الماضية أحسن مما عند المحدثين كلا.
اولئك آبائي فجئني بمثلهم * إذا جمعتنا يا جرير المحافل.
وبجانب ذلك استنبطوا الاحكام من غير قياس جائر ولا التقيد بالظاهر.
وكتبوا فيها الجوامع والسنن والكتب الموضوعية كما حموا حمى العقيدة من جميع جوانبها ما سمعوا هيعة إلا طاروا لها خفافا وثقالا، وما رأوا ثغرة إلا رابطوا فيها، فحفظوا هذا الدين من زيغ الزائغين وتحريف
الغالين وانتحال المبطلين وضلال المشبهين والمعطلين والمكيفين والمؤولين.
وإنه ليحزننا بعد هذا أن يقوم بعض الحاقدين على السلف أو السلفية، فيرميهم بعدم الفهم للنصوص ويستخفهم فيسميهم " النقلة " الذين لا يفقهون.
كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا.
__________
(1) نقلا عن كتاب سيرة البخاري للعلامة عبد السلام المباركفوري طبعة الجامعة السلفية بالهند.
(*)

الصفحة 20