كتاب انتفاع الأموات بإهداء التلاوات

رفاتاً، فيسمعون منهم سلاماً، ويعون منهم كلاماً، و [لا] يعجز عن إسماعهم بعد انحلال أسماعهم من يقدر على اختراعهم بعد أن أفنوا فتاتاً، حين تشقق الأرماس، ويتحقق الغنى والإفلاس، فينطرق الرجاء والياس، وينعرف الإيحاش والإيناسن، {يومئذٍ يصدر الناس أشتاتاً}.
أحمده إذ قدر أقواتاً ودبر أوقاتاً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خالق الفرع والأصل، وجاعل يوم الفصل ميقاتاً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خطيب العرض والشفيع وقد أصبح الجمع إنصاتاً، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم صلاةً تتصل وتبقى ولا تلقى انبتاتاً، خصوصاً على صديقه الذي جمع شمل الإسلام وقد كان بالردة شتاتاً، وعلى فاروقه الذي شن في الشرك الغارات نهاراً وبياتاً، وعلى ذي النورين المقتول يوم الدار ظلماً وافتئاتاً، وعلى أبي السبطين الذي قطع طمع الدنيا ثلاثاً بتاتاً، وعلى أزواج النبي الطاهرات المتبوئات من العفاف والتقى أبياتاً، وعلى التابعين لهم بإحسانٍ صلاةً تكون كفاءً لما أنعم به وآتى، وسلم وشرف وكرم.
أما بعد:
فإن سبب تحرير هذه المسألة بـ: (انتفاع الأموات بإهداء التلاوات والصدقات وجميع أنواع القربات): أني كنت لقيت الأمير

الصفحة 48