كتاب انتفاع الأموات بإهداء التلاوات

منصوراً-، فآثرت أن أجمع له في تحرير هذه المسألة متفرق الأقوال ليقف -موفقاً- على حقيقة الحال، فيأخذ بالسبب الأقوى إذ النفس بالدليل تقوى على لزوم التقوى، فأبدأ بخلاف المفسرين في الآية، ثم أتبع ذلك بخلاف الفقهاء في حكم المسألة، وأمزج ذلك بما يروح من ذكر الأخبار والآثار الدالة على صواب القول المختار، والله الموفق للصواب.
أما تفسير الآية فإنما يتضح العلم بحكم ما هي معطوفةٌ عليه، وذكرت أول القصة وهو قوله: {أفرأيت الذي تولى. وأعطى قليلاً وأكدى}:
اختلف العلماء بالتفسير في المراد في هذه الآية من هو؟
- فقيل: أبو جهل ابن هشام -لعنه الله-، والقليل الذي أعطى ثم قطعه وأعرض عنه إنما هو من القول لا من المال، وذلك أنه قال: والله ما يأمرنا محمدٌ قط إلا بمكارم الأخلاق. وهذا القول مرويٌّ عن محمد بن كعب القرظي.
- وقيل: هو العاص بن وائل السهمي، قاله السدي، قال: وكان ربما وافق النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأحوال، وخالفه في بعضٍ، ثم انقطع إلى العناد والكفر.
- وقيل: هو النضر بن الحارث أعطى بعض فقراء المسلمين

الصفحة 50