فإن حملها على ظاهرها يمنع أن يكون للإنسان ما ليس من سعيه، والمخالف لا يقول بذلك بدلالة الحج والصدقة والعتق، فإنها تقع عنه وليست من سعيه، فسقط تعلق المخالف بظاهرها. وقد قدمنا الكلام في حكمها وسبب نزولها، ونقول هنا: هذه الآية وردت على سبب ونسخت على ما ذكر جماعةٌ من أهل العلم، منهم: أبو بكر بن عبد العزيز صاحب الخلال، فروى بإسناده في كتاب التفسير عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنها نسخت بقوله تعالى: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمانٍ ألحقنا بهم ذريتهم} فأدخل الأبناء الجنة بصلاح الآباء.
وعلى ما ادعوه كان يقتضي أن لا يحكم لأحدٍ بالإسلام إلا بنفسه، فنسخ ذلك بحصوله بإسلام أبيه. وهذا الجواب عندي [غير] مرضيًّ، لأن هذه الآية لا يرفع حكمها بمثل هذا وإن كان مرويًّا عن ابن عباسٍ، لأن قول الصحابي الواحد لا ينسخ القرآن، ويؤيد هذا أن الآية خبرٌ، والخبر لا يدخله النسخ وإن ذهب إلى جوازه جماعةٌ من مفسري السلف، فإن الفقهاء على خلافه، وإذا أمكن الجمع بين الاثنين لم يبق لدعوى النسخ معنىً، وطريق الجمع بينهما أنا نقول: إنما دخل الأبناء الجنة على التبعية لآبائهم على الإسلام، لا أنهم دخلوها بأعمال آبائهم، لكن أكرم أبناؤهم بهم كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه