كتاب الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان

* * * * بين يدي الجواب:
ولا شك أن الوضع قائم مشهور، والسؤال وارد مطلوب، والجواب واجب محتوم، على كل من آتاه الله علما وبصيرة في دين الله، وهذا من بعض حق الله على كل عبد مسلم؛ لتبصير المسلمين في أمر دينهم، وكشف الحقيقة عما يحل بهم، حتى يصيروا على بصيرة من أمرهم، وحراسة الشريعة برد كل مكيدة توجه إليهم، وإلى دينهم: "دين الإسلام" وتطعن في الله، وفي كتابه، وفي رسوله، وسنته، وهو باب عظيم من أبواب مجاهدة الكافرين ودفع مكايدهم وشرورهم عن المسلمين، وهي تكون بالحجة والبيان، والسيف والسنان، والقلب والجنان، وليس وراء ذلك حبة خردل من إيمان. قال الله تعالى: {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} [آل عمران / 79] .
وقد رأيت أن أكتب الجواب عن هذا السؤال، مبينا له بالحجة، والبيان، والدليل، والبرهان، مرتبا له في مقامات ثلاثة:
* المقام الأول: المسرد التاريخي لهذه النظرية، وتشخيص وقائعها، وخطواتها في الحاضر والعابر؛ ليحصل تمام التصور لمحل السؤال.

الصفحة 14