كتاب الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ} [البقرة / 91] .
فاليهود لا يؤمنون بعيسى ابن مريم، ولا يؤمنون بمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} [البقرة / 90] غضب بكفرهم بالمسيح عيسى ابن مريم، وغضب بكفرهم بمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والنصارى: لا يؤمنون بمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأتوا من كفرهم به.
لهذا: فهم بكفرهم هذا كفار مخلدون في النار، فكيف ينادون بوحدتهم مع دين الإسلام؟
وانظر إلى حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «" من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق والنار حق: أدخله الله الجنة على ما كان من العمل» متفق عليه.
فقوله: " وأن عيسى عبد الله ورسوله " تعريض باليهود في التفريق بين رسله في إنكارهم رسالته، ثم رسالة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتعريض بالنصارى - أنفسهم - في قولهم بالإيمان به مع التثليث وهو شرك

الصفحة 86