كتاب إنباء الأمراء بأنباء الوزراء

واحفط منيك ما استطعت فإنه … ماء الحياة يراق في الأرحام
انتهى.
قلت: الأشبه أن هذين البيتين للحارث بن كلدة.
وقال القرشي في طبقاته (¬1): هو أحد فلاسفة المسلمين. كان أبوه من أهل بلخ وانتقل منها إلى بخارى وتولى العمل بقرية من ضياع بخارى وولد الرئيس أبو علي بها ثم انتقل بعد ذلك في البلاد واشتغل بالعلوم وحصل الفنون. وكان نادرة عصره في علمه وذكائه وتصانيفه منها:
الشفاء (¬2). وتلمذ للإمام أبي بكر بن الإمام أبي عبد الله محمد الزاهد الحنفي وعليه تفقه وانتفع به.
قال ابن ماكولا (¬3) عن الإمام أبي بكر الزاهد: له كرامات مشهورة ورأيت ديوان شعره وأكثره بخط تلميذه ابن سينا.
ولابن سينا القصيدة المشهورة الطنّانة في النفس أولها:
هبطت إليك من المحلّ الأرفع … ورقاء ذات تعزّز وتمنّع
وهي ستة عشر بيتا وولع الناس بشرحها.
¬_________
(¬1) انظر الجواهر المضية في طبقات الحنفية 2/ 63، والقرشي هو محيي الدين أبو محمد عبد القادر بن محمد بن نصر الله المتوفى سنة 775 هـ‍، وهو مؤرخ ومحدث وفقيه. ترجمته في الفوائد البهية للكنوي ص 99، والأعلام 4/ 42.
(¬2) طبع، انظر عنه ذخائر التراث العربي 1/ 145.
(¬3) هو أبو نصر علي بن هبة الله بن علي بن جعفر محدث ومؤرخ اختلف في وفاته أو قتله والأكثرون على أنها سنة 475 هـ‍. ترجمته في الأعلام 5/ 30، والمنظم 9/ 5، والنص لم أجده في الإكمال وهو موجود في الجواهر المضية 1/ 258، والأنساب 1/ 325، وانظر الإكمال 1/ 483.

الصفحة 125