كتاب العلاج والرقى

مِحْجَمٍ، أَوْ شَرْبَةٍ مِنْ عَسَلٍ، أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ» (¬50) . هذا، وقد «احْتَجَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحرِمٌ فِي رَأْسِهِ، مِنْ شَقِيقَةٍ (¬51) كَانَتْ بِهِ» (¬52) .
وللحجامة منافعُ جمَّة، [فهي تُنْقِي سطح البدن، والحجامة على الكاهل (¬53) : تنفع من وجع المَنْكِب والحلق، كما أن الحجامة على الأخدعين (¬54) : تنفع من أمراض الرأس وأجزائه؛ كالوجه، والأسنان، والأذنين، والعينين، والأنف، والحلق إذا كان حدوث ذلك عن كثرة الدم أو فساده، أو عنهما جميعًا، والحجامة تحت الذقن تنفع من وجع الأسنان والوجه
¬_________
(¬50) متفق عليه من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أخرجه البخاري؛ كتاب: الطب، باب: الدواء بالعسل، برقم (5683) ، ومسلم؛ كتاب: السلام، باب: لكل داء دواء واستحباب التداوي، برقم (2205) .
(¬51) الشَّقِيقَةُ: نوع خاص من الصداع، وهو: وجع يأخذ في أحد جانبَيِ الرأس، أو في مُقدَّمه. وهي تكون في شرايين الرأس وحدها، وتختص بالموضع الأضعف من الرأس، وعلاجها - غالبًا - يكون بشدِّ العِصابة. انظر: "فتح الباري" لابن حجر (10/162) ، و"الطب النبوي" لابن القيم ص87.
(¬52) أخرجه البخاري؛ كتاب: الطب، باب: الحِجم من الشقيقة والصداع، برقم (5701) ، عن ابن عباس رضي الله عنهما. ومسلم - مختصرًا - كتاب: الحجّ، باب: جواز الحِجامة للمُحرِم، برقم (1202) ، عنه أيضًا.
(¬53) موضع الكاهل: هو مُقدَّم أعلى الظهر. "النهاية" لابن الأثير (4/214) . مادة (كهل) .
(¬54) الأخدعان: عِرْقان في جانبَيِ العُنُق. "النهاية" لابن الأثير (2/14) . مادة (خدع) .

الصفحة 36