كتاب إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (اسم الجزء: 2)

فقام بى على وابصة فقال: حدثنى هذا الشيخ ـ والشيخ يسمع ـ " كما تقدم , فأقره الشيخ على ذلك , فصارت الرواية من قبيل القراءة على الشيخ وهلال يسمع , وذلك نوع من أنواع تلقى الحديث كما هو مقرر فى المصطلح , فثبت بذلك الحديث. والحمد لله.
وإذا عرفت ذلك فرواية شمر بن عطية عن هلال بن يساف عن وابصة به. ليست منقطعة كما ظن البعض لما عرفت من تحديث زياد بالحديث أمام وابصة مقراً له وهلال يسمع.
أخرجه أحمد وابن عساكر (17/350/1) بسند صحيح.
ومما سبق يتبين أن الحديث صحيح , وليس من قبيل المضطرب فى شىء كما توهم البعض , فقد ظهر أن الهلال [1] فيه ثلاث روايات:
الأولى: عن عمرو بن راشد عن وابصة.
الثانية: عن زياد بن أبى الجعد عنه.
الثالثة: عنه مباشرة.
فهو قد سمعه من عمرو بن راشد عنه , ومن زياد عنه ووابصة يسمع , فجاز له أن يرويه عنه مباشرة كما فى الرواية الثالثة , وبذلك تتفق الروايات الثلاث ولا تتعارض , فيكون للحديث عن وابصة ثلاث طرق , وبها نقطع بصحة الحديث.
وله طريق رابعة وفيها زيادة واهية , أخرجها أبو يعلى فى " المفاريد " (3/15/1) و" المسند " (96/1) والبيهقى (3/105) عن السرى بن إسماعيل عن الشعبى عن وابصة قال: " رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً صلى خلف الصفوف وحده فقال: أيها
المصلى وحده! ألا وصلت إلى الصف , أو جررت إليك رجلا فقام معك؟ أعد الصلاة ". وقال: " تفرد به السرى بن إسماعيل وهو ضعيف ".
__________
Q [1] {كذا فى الأصل , ولعل الصواب: لهلال}

الصفحة 325