كتاب إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (اسم الجزء: 2)

قلت: وهذا سند صحيح.
وقد تابعه قتادة عن زرارة به نحوه وفيه: " لا يجلس فيهن إلا عند الثامنة , فيدعو ربه ويصلى على نبيه , ثم ينهض ولا يسلم , ثم يصلى التاسعة , ثم يسلم تسلمية يسمعنا ".
وإسناده صحيح أيضا , وهو فى صحيح مسلم (2/70) بلفظ " فيذكر الله ويحمده ويدعوه , ثم يسلم تسليما يسمعناه " وكذا أخرجه النسائى (1/250) . وعنه ابن حزم فى " المحلى " (3/49) لكن بلفظ " تسليمة ".
وهكذا عزاه الحافظ فى " التلخيص " (ص 104) لابن حبان فى " صحيحه " والسراج فى " مسنده " وقال: " وإسناده على شرط مسلم , ولم يستدركه الحاكم مع أنه أخرج حديث زهير بن محمد عن هشام كما قدمنا ".
قلت: لقد أصاب الحاكم فى عدم استدراكه فإنه قد أخرجه مسلم كما ذكرنا , وما أظن هذا الاختلاف اليسير فى تلك الكلمة " تسليما " و" تسليمة " بالذى يوجب على الحاكم أن يستدركه كما هو ظاهر.
وأما حديث زهير بن محمد الذى أشار إليه الحافظ , فهو ما رواه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسلم فى الصلاة تسليمة واحدة تلقاء وجهه , يميل إلى الشق الأيمن شيئا ".
رواه الترمذى (2/90 ـ 91) وغيره وقال الحاكم (1/230 ـ 231) : " صحيح على شرط الشيخين ".
ووافقه الذهبى وابن الملقن فى " الخلاصة " (ق 29/1) .

الصفحة 33