كتاب إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (اسم الجزء: 8)
فلعل للشعبى فيه إسنادين , وإلا فرواية عاصم وداود عنه أصح , والسند صحيح.
(2497) - (حديث أبى سعيد: " كنا معشر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن يهدى إلى أحدنا ضب أحب إليه من دجاجة ".
* لم أقف عليه [1] .
(2498) - (حديث: " أن خالد بن الوليد أكل الضب ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر " متفق عليه.
* صحيح.
أخرجه البخارى (4/18) ومسلم (6/67) كلاهما عن مالك وهو فى " الموطأ " (2/968/10) وعنه أبو داود أيضا (3794) والشافعى (1730) والبيهقى (9/323) وأحمد (4/88 ـ 89) كلهم عن مالك عن ابن شهاب عن أبى أمامة بن سهل ابن حنيف عن عبد الله بن عباس عن خالد بن الوليد بن المغيرة: " أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت ميمونة زوج النبى صلى الله عليه وسلم , فأتى بضب محنوذ , فأهوى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده , فقال بعض النسوة اللاتى فى بيت ميمونة: أخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يريد أن يأكل منه.
فقيل: هو ضب يا رسول الله , فرفع يده , فقلت: أحرام هو يا رسول الله؟ فقال: لا , ولكنه لم يكن بأرض قومى , فأجدنى أعافه.
قال خالد: فاجتررته فأكلته , ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر ".
هكذا قالوا جميعا عن مالك ... عن خالد بن الوليد سوى مسلم فإنه قال: " عن عبد الله بن عباس قال: دخلت أنا وخالد بن الوليد ".
وإلا أحمد فإنه قال: " عن عبد الله بن عباس وخالد بن الوليد أنهما دخلا ".
__________
Q [1] قال صاحب التكميل ص / 189:
وقفت عليه , رواه عبد الرزاق فى " المصنف ": (4 / 512) عن معمر , وابن جرير في " تهذيب الآثار ": (1 / 175 , مسند عمر) من طريق سفيان كلاهما عن أبى هارون العبدى عن أبى سعيد الخدرى قال: سمعته يقول: كنا معشر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لأن يهدى إلى أحدنا ضب مشوى أحب إلينا من دجاجة. هذا لفظ عبد الرزاق.
قلت: هذا إسناد واه , أبو هارون العبدى هو عمارة بن جوين متروك الحديث ضعيف جدا , وقد قال ابن حبان فى " المجروحين " (2 / 177) : (كان رافضيا , يروى عن أبى سعيد ما ليس من حديثه , لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب) انتهى.
ثم نقل ابن حبان بإسناد صحيح عن الإمام أحمد أنه قال: أبو هارون العبدى متروك.
وروى ابن أبى شيبة فى " المصنف ": (8 / 272) , وابن جرير فى " تهذيب الآثار ": (1 / 171 , مسند عمر) من طريق وكيع عن شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال: قال عمر: " لضب أحب إلى من دجاجة ".
ورواه ابن جرير أيضا من طريقين أخريين عن شعبة به نحوه , وهذا إسناده رجاله ثقات أثبات معروفون , إلا أن سعيد بن المسيب اختلف فى سماعه من عمر , ومراسيله مقبولة عند جمع من أهل العلم , وقتادة مدلس وقد ضعف أحاديثه عن سعيد: ابن المدينى قال إسماعيل القاضى فى " أحكام القرآن ": (سمعت على بن المدينى يضعف أحاديث قتادة عن سعيد بن المسيب تضعيفا شديدا , وقال: أحسب أن أكثرها بين قتادة وسعيد فيها رجال) انتهى نقله من " التهذيب "