كتاب الاستدراك الفقهي تأصيلا وتطبيقا

لهم من الفهم الدقيق، والغوص في المعاني، وقد اعترف لهم بذلك كل الخصوم» (¬1). ثم ذكر تفصيل الرد على الاتهامات.

- تفتّح المدارك، وسعة الأفق في التفكير.
وفي ذلك يقول عمر بن عبد العزيز (¬2):
«رأيتُ ملاحاة (¬3) الرجال تلقيحًا لألبابهم» (¬4).
وفي (حلية الأولياء) عن أيوب السختياني: «إنك لا تبصر خطأ معلمك حتى تجالس غيره» (¬5).
ويُبيّن صاحب (الفكر السامي) هذا الأثر مستثمرًا المسيرة العلمية لمحمد بن الحسن فقال: «وأخْذُه عن مالك كبح جماحه عن التغالي في الرأي، فأدخل بسبب ذلك تعديلاً كبيرًا على أهل الرأي، ثم كذلك احتكاكه بالشافعي لما كان في العراق» (¬6).
¬_________
(¬1) من تقدمته لكتاب: نصب الراية تخريج أحاديث الهداية، عبد الله بن يوسف الزيلعي، (1/ 5 - 6).
(¬2) هو: أبو حفص، عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم، القرشي الأموي المدني ثم المصري، الإمام الحافظ الخليفة الراشد أشج بني أمية، كان من أئمة الاجتهاد، توفي سنة 101 هـ.

[يُنظر: سير أعلام النبلاء، (5/ 114)].
(¬3) في لسان العرب: «ويحكى عن الأَصمعي أَنه قال المُلاحاة المُلاوَمة والمُباغضة ثم كثر ذلك حتى جعلت كل مُمانعة ومُدافعة مُلاحاة». [(13/ 185)].
(¬4) رواه ابن عبد البر بسنده في: جامع بيان العلم وفضله، (972)، رقم (1854).
(¬5) حلية الأولياء، وطبقات الأصفياء، أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، (3/ 9).
(¬6) (2/ 209).

الصفحة 509