كتاب استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول - صلى الله عليه وسلم - وذوي الشرف (اسم الجزء: 1)
٥٥ - وكذا قال السُّدِّيُّ عن أبي الدَّيلم: لمَّا جِيءَ بعليِّ بن الحسين (¬١) رحمه الله أسيرًا، فأُقِيم على دَرَجِ دمشق؛ قام رجلٌ من أهل الشَّام فقال: "الحمد لله الذي قَتَلَكُمْ، واسْتَأصَلَكُمْ، وقطع قَرْنَ الفتنة! .
فقال له عليّ بن الحسين رحمه الله: "أَقَرَأْتَ القُرْآنَ؟ ".
قال: "نعم". قال: "قرأتَ آل حم؟ ". قال: "قرأْتُ القرآنَ ولم أقرأْ آل حم".
قال: "ما قرأْتَ: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}؟ (¬٢) ".
قال: "وإنكم لأنتم هم؟ ! ".
قال: "نعم". أخرجه الطَّبريُّ (¬٣) في "تفسيره" (¬٤).
---------------
= • وفي الطريقين عبد الغفور بن أبي الصَّبَّاح، وهو ابن عبد العزيز الواسطيّ، فهو آفته.
قال يحيى بن معين: ليس حديثه بشئ. وقال ابن عدي: ضعيف، منكر الحديث. وقال البخاريُّ: تركوه، منكر الحديث. وقال الدَّارقطنيُّ: منكر الحديث. وقال النسائيّ: متروك الحديث. وقال ابن حبَّان: كان ممن يضع الحديث على الثقات، على كعب وغيره. لا يحلُّ كتابة حديثه, ولا الذكر عنه إلَّا من جهة التعجُّب. انظر أقوالهم في: "الميزان" (٤/ ٣٨٠)، و"التاريخ الكبير" (٦/ ١٣٧)، و "المجروحين" (٢/ ١٤٨)، و"ضعفاء ابن الجوزي" (٢/ ١١٢).
(¬١) هو زين العابدين، على بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي. أُمُّه أُمُّ ولد اسمها غزالة، وقيل: سلامة. وُلِد سنة (٣٨ هـ)، وسمِّي بـ "زين العابدين" لكثرة عبادته. شهد مع أبيه كربلاء وعمره آنذاك (٢٣ سنة)، وكان يومها مريضًا. مات بالمدينة سنة (٩٣ هـ)، ودُفن بالبقيع. "النبلاء" (٤/ ٣٨٩)؛ و"التقريب" (ص ٦٩٣).
(¬٢) الشورى (آية: ٢٣).
(¬٣) هكذا بالأصل، وفي (م): أخرجه الطبراني في تفسيره.
(¬٤) إسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا، لأجل الصَّبَّاح المُزنيّ.
أخرجه في (٢٥/ ٢٥) , من طريق محمد بن عُمَارَة، عن إسماعيل بن أبان، عن الصَّبَّاح بن يحيى المزَني، عن السُّدِّيِّ، عن أبي الدَّيلم قال: ... وذكره.
قلتُ: فيه الصَّبَّاح بن يحيى المزني، ووقع في "تفسير الطبري"، المطبوع: (المرّي)، والتصويب من مصادر ترجمته. قال الذَّهبيُّ في "الميزان" (٣/ ٤٢٠): "متروك، بل متَّهم". وقال البخاري في "الكبير" (٤/ ٣١٤): "فيه نظر". ونقل ابن عدي في "الكامل" (٤/ ١٤٠٢)، قول البخاري فيه، ثم ذكر أنه من جملة شيعة الكوفة، ومثله في "الضعفاء الكبير" (٢/ ٢١٢). وقال ابن حبان في "المجروحين" =