كتاب استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول - صلى الله عليه وسلم - وذوي الشرف (اسم الجزء: 2)

ضعيفٌ (¬١).
١٨٠ - وعن الحسنِ البَصْريِّ أنه قال:
"من أراد أنْ يَشْرَبَ بالكأْسِ الأَوْفَى مِنْ حَوْضِ المُصْطَفَى فلْيقلْ: اللَّهُمَّ صَلِّ على محمدٍ، وعلى آلِهِ، وأَصْحَابِهِ، وأولادِه، وأَزْواجهِ، وذرِّيَّتِهِ، وأهْلِ بَيْتِهِ، وأصْهَارِهِ، وأَنْصَارِهِ، وأَشياعِهِ، ومحبِّيهِ، وأُمَّتِهِ، وعلينا معهم أجمعين، يا أرْحَمَ
---------------
(¬١) إسنادُهُ ضعيفٌ لجهالةِ راويه، واضطرابِ إسنادِهِ.
مداره على عبد الرحمن بن طلحة الخزاعي شيخ جعفر الصادق، وهو غير معروف.
قال الحافظ ابن القيِّم في "جلاء الأفهام" (ص ٩٠): "عبد الرحمن هذا مجهول، لا يُعرف في غير هذا الحديث، ولم يذكره أحد من المتقدِّمين". ونقله ابن حجر عن ابن القيِّم بنصِّه في بيان حال الرجل في "تهذيب التهذيب" (٦/ ١٨٣). وقال الذهبي في "الميزان" (٤/ ٢٩١): "مجهول، تفرَّد عنه حِبَّان بن يسار" وضعَّف المؤلفُ الحديثَ بعد إيراده في "القول البديع" (ص ٦٧) بقوله: "وفي سنده راو مجهول، وآخر اختلط في آخر عمره". اهـ، أراد بالمختلط حِبَّان بن يسار.
وفيه علَّة أخرى وهي اضطراب الإِسناد ووقوع الاختلاف فيه:
فإنَّ موسى بن إسماعيل، وعمرو بن عاصم كلاهما رواه عن حِبَّان بن يسار، وحِبَّان في طريق موسى ابن إسماعيل رواه عن عبيد الله بن طلحة، عن محمد بن علي، عن نُعيم، عن أبي هريرة. وأمَّا في طريق عمرو بن عاصم فقد رواه حِبَّان عن عبد الرحمن بن طلحة، عن جعفر بن محمد، عن محمد ابن الحنفية، عن عليٍّ، فهذه علةٌ في الإسناد، فهو مضطرب.
قلتُ: أشار إلى هذه العلة في الإسناد ابنُ القيم في "جلاء الأفهام" (٨٩ - ٩٠)، فقد أعلَّه بها، وأفاد أنه إمَّا أن يكون عمرو بن عاصم وَهِمَ في اسم (عبيد الله بن طلحة)، وسمَّاه: (عبد الرحمن بن طلحة الخزاعي)، وإمَّا أن يكونا اثنين. ثم ذكر أن عبد الرحمن بن طلحة مجهول، ومضى ذكره. وأعلَّه الحافظ ابن حجر في "الفتح" (١١/ ١٥٧)، تبعًا لابن القيِّم، ورجَّح رواية موسى بن إسماعيل، وأورد احتمال أن يكون لحِبَّان فيه سَنَدَان. وتَبِعَهُ في ذلك تلميذُهُ الحافظُ السَّخاويُّ في "القول البديع" (ص ٦١)، وبيَّن في (ص ٦٨)، سبب ترجيح رواية موسى بن إسماعيل بأنه أحفظ من عمرو بن عاصم، والله تعالى أعلم.
• فائدة: معنى قوله: "من سرَّه أن يكْتَال بالمكيال الأوفى": أي الأجر والثواب، فحذف ذلك للعلم به، وكنَّى بذلك عن كثرة الثواب؛ لأنَّ تقديره "بالمكيال" يكون في الغالب للأشياء القليلة، وأكَّد ذلك بقوله: "الأوْفى". ويحتمل أن يكون تقديره أن يكتال بالمكيال الأوفى: (الماء من حوض المصطفى)، قاله شيخ الإِسلام أبو زرعة ابن العراقي. انظر: "القول البديع" للمصنِّف (ص ١٤٤).

الصفحة 447