كتاب استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول - صلى الله عليه وسلم - وذوي الشرف (اسم الجزء: 2)

فقلتُ: "كرامةً وعِزًّا". وانْتَبَهْتُ، فَأَرْسَلْتُ خَلْفَه، ودَفَعْتُ له عشرة آلاف. فسألني عن سبب ذلك بعدما تقدَّم، فَأَعْلَمْتُه، فَبَكَى، وعَقَد التَّوْبَةَ مَعَ اللَّه (¬١).
• ومنها ما أورده التَّقِيُّ الفاسيُّ الحافظُ (¬٢) في ترجمة أبي عبد الله محمَّد بن عمر [بنِ يوسف بنِ عمر] (¬٣) الأنصاريِّ القُرْطُبِيِّ (¬٤)، من كتابه: "العقد الثَّمين في تاريخ البلد الأمين" (¬٥)، أنه كانت له أخبار مع الملك الكامل "صاحب (¬٦) مصر" (¬٧) في حقِّ شرفاء المدينة وتعظيمهم، بحيث سافر إِلى مصر مع بعضهم لقضاء حاجته عنده، وكان يتولَّى خدمتهم بنفسه، فما وَسِعَ الكامل إِلَّا قضاها لإِجلاله (¬٨) الشَّيخ حين (¬٩) كان يأتي إِليه للزَّيارة.
---------------
(¬١) لم أقف على الخبر فيما وقفتُ عليه من مصادر ترجمة الوزير.
وأورده الشَّريف السَّمْهوديُّ في "جواهر العقدين" (ص ٣٧٣)، وأعاده في "الجوهر الشَّفَّاف في فضائل الأشراف" (ق ١١٧/ ب) - مخطوط بمكتبة الحرم المكي الشَّريف برقم (٢٦٢٩)، بسياق أتم مما ههنا، وفي آخره قال العلوي: "نذرت لله نذرًا واجبًا أني لا أعود إلى مثل ما رأيتني عليه، ولا أرتكب معصية أبدًا وأُحْوِجُ جدِّي أنْ يُحاجَّك من جهتي".
وقد ذكر صاحب "مرآة الجنان" (٢/ ٢٣٧ - ٣٢٨) قصَّتين وقعتا للوزير، أولاهما تشبه هذا الخبر، ولكن ليس مع علويٍّ.
(¬٢) تقدَّمت الإِشارة إلى مصادر ترجمته.
(¬٣) ما بين المعقوفتين سقطت من (م).
(¬٤) هو شيخ الحرمين في زمانه. مات في صفر عام (٦٣١ هـ). ترجمته في: "العقد الثمين" (٢/ ٣٢٥ - ٣٨) - ط: دار الكتب العلمية (١٤١٩ هـ).
(¬٥) انظر: (٢/ ٣٢٦).
(¬٦) العبارة في (م): أي صاحب في مصر!
(¬٧) هو الملك الكامل الأيوبي، بُويع بالسلطنة في مصر بعد وفاة والده الملك العادل سة (٦١٥ هـ). انظر ترجمته وأخباره في: "السلوك في معرفة دول الملوك" (١/ ٣١٣ وما بعدها)، و"المواعظ والاعتبار" (٢/ ٢٣٥)، و"النجوم الزاهرة" (٦/ ٢٠٠ وما بعدها).
(¬٨) العبارة في (م): لجلالة الشيخ.
(¬٩) في (م)، و (ك)، و (هـ): حتى كان.

الصفحة 681