كتاب استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول - صلى الله عليه وسلم - وذوي الشرف (اسم الجزء: 2)

فرأى في المنام فاطمةَ -رضي الله عنها- وهي بالمسجد الحرام، والنَّاس يُسَلِّمُون عليها، وأنَّه رام السَّلامَ عليها فَأَعْرَضَتْ عنه ثلاثَ مرَّاتٍ (¬١)! فتحامل عليها وسألها عن سبب إِعراضها عنه.
فقالت له: "يموتُ ولدي ولا تُصَلِّي عليه؟ ! "، فبادر واعترف بالظُّلم.
• وحكى التَّقِيُّ المَقْرِيزيُّ (¬٢) عن يعقوب بن يوسف بن علي بن محمد المَغْرِبيِّ (¬٣):
أنَّه كان بالمدينة النَّبَوِيَّة في رجب سنة سبع عشرة وثماني مائة، فقال له الشيخُ العابدُ أبو عبد الله محمد الفارسيُّ (¬٤) وهما بالرَّوضة النَّبويَّة:
إِنَّي (¬٥) كنتُ أُبْغِضُ أشرافَ المدينة النَّبَوِيَّة بني حسينٍ؛ لِمَا يُظْهِرُونَ مِنَ التَّعَصُّبِ على أَهْلِ السُّنَّةِ، ويتظاهرون به من البدع! فرأيت وأنا نائم بالمسجد النَّبَوِيِّ تجاه القبر الشَّريف رسولَ اللَّه -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: "يَا فلان -بِاسْمِي- مَا لِيَ أَرَاكَ تُبْغِضُ أَوْلَادِي؟ ! ".
---------------
= والتخفيف، نسبةً إلى دلاصٍ قريةٍ بصعيد مصر. -"لبّ اللباب" (١/ ٣٣٠) -، شيخ الإِقراء بالحرم المكي الشَّريف. مات سنة (٧٠٥ هـ). ترجمته في: "معرفة القراء الكبار" (ص ٣٨٤)، و"البداية والنهاية" (١٤/ ١٠٣ - ١٠٤)، و"العقد الثمين" (٤/ ٣٧٦ - ٣٧٨)، و"غاية النهاية" (١/ ٤٢٧).
(¬١) في (م)، و (ك)، و (هـ): ثلاث مرار.
(¬٢) هو المؤرِّخ الشهير، تقي الدِّين أحمد بن علي المَقْرِيزيُّ -نسبةً لحارة المقارزة ببعلبكَ - الحُسينيّ العُبيديّ، صاحب المصنَّفات الشَّهيرة. مولده سنة (٧٦٦ هـ). عن أشهر مؤلفاته: "السلوك لمعرفة دول الملوك"، و"المواعظ والاعتبار". مات عام (٨٤٥ هـ). "إنْباه الغُمْر" (٩/ ١٧٠ - ١٨٢)، و"التبر المسبوك" (ص ٢١ - ٢٤)، و"ذيل لبّ الباب" (ص ٣٨٥).
(¬٣) سمَّاه السخاوي في "الضوء اللامع" (١٠/ ٢٦٥) تبعًا للمقريزي في "عقوده": (يحيى بن يوسف بن علي بن محمد المغربي المالكي)، وأشار أنَّ المقريزي ساق له عن أبي عبد الله الفارسي في كرامات الآل حكايةً؛ قال السخاوي: "ذكرتُها في (الارتقاء) ".
(¬٤) لم أتعرَّف عليه.
(¬٥) في (ك)، و (هـ): إنني.

الصفحة 683