كتاب استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول - صلى الله عليه وسلم - وذوي الشرف (اسم الجزء: 2)

ابناه (¬١) قال:
جاءني الشَّريف عقيل بن هميلي -وهو من الأمراء الهواشم (¬٢) - يَسْألني عشاءً، فَاعْتَذَرْتُ إِليه ولم أفعل، فرأيتُ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- في تلك اللَّيلة، أو في غيرها، فأَعْرَضَ عنِّي! فقلتُ: "كيف تُعْرِضُ عَنِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَنَا خَادمُ حديثك؟ ! ".
فقال: "كيف لا أُعْرِضُ عَنْكَ وَيَأْتِيكَ وَلَدٌ مِنْ أَوْلَادِي يَطْلُبْ مِنْكَ العَشَاءَ فَلَمْ تُعَشِّه؟ ! ".
قال: "فَلَمَّا أَصْبَحْتُ جِئْتُ الشَّرِيفَ فَاعْتَذَرْتُ إِليه، وأَحْسَنْتُ لَهُ بِمَا تَيَسَّر".
• وحكى المقْرِيزِيُّ (¬٣) عن العزِّ عبد العزيز بن علي بن العزِّ البغْداديِّ الحنْبليِّ قاضي الحنابلة بعدَّة أماكن (¬٤) -وكان من جلساء المؤيَّد (¬٥) -: أنَّه رأى كأنَّه في المسجد النَّبوِيِّ، وكأنَّ القَبْرَ الشَّرِيفَ انْفَتَحِ وخرج النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، وجلس على شَفِيره (¬٦)، وعليه أَكْفَانُهُ، فأشارَ (¬٧) بيده إِلَيَّ، فَقُمْتُ إِليهِ حتَّى دَنَوْتُ منه، فقال لي:
---------------
= سمع بها من ابن ظهيرة، والأبناسي، وسمع منه جماعةٌ منهم المصنِّف. له تصانيف كثيرة عنها: "النور الباهر الساطع من سيرة ذي البرهان القاطع". "الجُنَّة بأذكار الكتاب والسَّنَّة". مات سنة (٨٧١ هـ). "الضوء اللامع" (٩/ ٢٨١ - ٢٨٣)، و"جيز الكلام" (٢/ ٨٧٤).
(¬١) أحدهما: النَّجم عمر صاحب "إتحاف الورى بأخبار أمِّ القرى"، تقدَّمت ترجمته (ص ٢٦١).
وثانيهما: محمد الملقَّب (بدر الدِّين)، له ترجمة في "العقد الثمين" (٢/ ٣٩٤).
(¬٢) لم أقف على ترجمته.
(¬٣) في تاريخه "السلوك في معرفة الملوك" (٧/ ١٩٩)، وأورده في "معرفة ما يجب لآل البيت النبوي من الحق على مَنْ عداهم" (ص ٨٢ - ٨٣).
(¬٤) هو قاضي الحنابلة في العراق والشام ومصر. مات بدمشق عام (٨٤٦ هـ). له ترجمة في "أنْباء الغُمْر" (٤/ ٦٥ - ٦٦)، و"الضوء اللامع" (٤/ ٢٢٢ - ٢٢٤).
(¬٥) هو السلطان الملك المؤيِّد، بُويع بالسلطنة في شعبان عام (٨١٥ هـ). انظر ترجمته وأخباره: "السلوك في معرفة الملوك" (٣٣٨٦ وما بعدها)، و"إنباء الغُمْر" (٧/ ٧٠)، و"النجوم الزاهرة" (١٣/ ١٥٧ وما بعدها)، و"الضوء اللامع" (٣/ ٣٠٨).
(¬٦) شَفِير القبر: أي جانبه وحرفه، وشفير كلِّ شيء حرفه. "النهاية" (٢/ ٤٨٥) - مادة (شَفَرَ).
(¬٧) في (م)، و (ك)، و (ل)، و (هـ): وأشار.

الصفحة 687