كتاب استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول - صلى الله عليه وسلم - وذوي الشرف (اسم الجزء: 2)

بِالقَبْرِ (¬١) قرأتُ: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (٣٠) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ} الآية (¬٢)، وأُكَرِّر تلاوتها، فبينا أنا في بعض الليالي نائمٌ رأيتُ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- وهو جالسٌ وتَمْر إِلى جانبه!
فال: فَنَهَرْتُهُ، وقلتُ: إِلى هنا يَا عدوَّ اللَّه وَصَلْتَ! وأردتُّ أخذه بيده لِأُقِيمَهُ من جانب النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-, فقال النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "دَعْهُ فَإِنَّهُ كَانَ يُحِبُّ ذُرِّيَّتِي، أَوْ إِنَّهُ يُحِبُّ ذُرِّيَّتِي! "
قال: "فَانْتَبَهْتُ وَأَنَا فَزِعٌ (¬٣)، فَتَرَكْتُ بعد ذلك ما كُنْتُ أَقْرَؤُهُ في الخلْوَة" (¬٤).
• ونحوه ممَّا سمعه الجمالُ المُرْشِدِيُّ (¬٥)، والشِّهابُ الكُوْرَانِيُّ (¬٦) -وهو الآن في قيد الحياة- من الزّين عبد الرَّحمن البغداديِّ الحَلَّال (¬٧):
---------------
(¬١) (بالقبر) سقطت من (م).
(¬٢) الحاقة (الآيتان: ٣٠ - ٣١).
(¬٣) في (م): أفزع!
(¬٤) الذي يظهر -والله تعالى أعلم- أن القصة منكرة! وهي غريبة، فهي لا تعدو عن كونها رؤيا منامية، مع أن صاحب القصة الذي وقعت له لا يُعرف، فإنَّ الخالديّ- ولم أجد له ترجمة مفيدة يُعرف بها حاله- الذي سمعها منه التَّقيّ ابن فهد رواها عن بعض القرَّاء ولم يُعيِّن أحدًا. والترغيب في إكرام أهل بيت النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- لا يكون بمثل هذه الحكايات الغريبة، والقصص الشَّاذة، فيكفينا ما تقدَّم من الأحاديث والأخبار المقبولة.
(¬٥) هو محمد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر الحنفيّ المرشديّ، المولود سنة (٧٧٠ هـ)، المتوفي سنة (٨٣٩ هـ)، ترجمته في: "الضوء اللامع" (٦/ ٢٤١ - ٢٤٢).
(¬٦) هو أحمد بن إسماعيل بن عثمان، شهاب الدِّين الشَّهرزوري الكُورَاني -بالضم وراء، نسبةً إلى كُورَان قرية بإسفراين- عالم بلاد الروم. وُلِدَ سنة (٨١٣ هـ)، ومات سنة (٨٩٣ هـ). له في "الضوء اللامع" (١/ ٢٤١ - ٢٤٣) ترجمة حافلة، أشار فيها على عجل لهذا القصة (١/ ٢٤٢).
(¬٧) هو عبد الرحمن بن محمد الزين ابن العلَّامة سعد الدين القزويني الجزيري -نسبةً لجزيرة ابن عمر- البغدادي. عالم بغداد، ويُعرف بـ (الحلَّالي، بمهملة ثم لام ثقيلة)، وبـ "الحلَّال"، لحلِّ أبيه المشكلات التي اقترحها العضد عليه. ولد سنة (٧٧٣ هـ)، ومات سنة (٨٣٦ هـ). انظر ترجمته في: "إنباء الغُمْر" (٨/ ٢٩٠)، و"الضوء اللامع" (٤/ ١٥٤)، و"شذرات الذهب" (٧/ ٢١٧).
* تنبيه: (الحَلَّال) هكذا جاءت مضبوطة بالأصل، و (ك)، وفي (هـ) من غير ضبط، وجاءت في (ل): (الجلال! ) بالجيم. وفي (ل). (الخلال! )، بالخاء.

الصفحة 692