كتاب الاستشراق والتبشير

وأمريكا في العصر الحديث، وكان هؤلاء إذا عادوا إلى بلادهم عملوا على نشر علوم العرب بين أبناء وطنهم إلى أن تطورت الأمور بعد ذلك حيث أنشأت الحكومات الأوربية في جامعاتها أقساما مستقلة؛ لتدريس اللغة العربية وعلوم الشرق.
3- ثم أخذت بعد ذلك حركة الاستشراق تنمو في اطِّراد مستمر حتى سنة 1311-1312م، حيث عقد مؤتمر فينا الكنسي، وكان من أهم قرارته إنشاء كرسي للغة العبرية والعربية في معظم جامعات أوربا، فتأسس كرسي اللغة العربية في روما على نفقة الفاتيكان، وفي باريس على نفقة ملك فرنسا، وفي إكسفرد على نفقة ملك انجلترا، ويعتبر كثير من المؤرخين لحركة الاستشراق أن هذا المؤتمر هو البداية المنظَّمة وشبه الرسمية للاستشراق، وما كان قبل ذلك إنما كان بمثابة الإرهاص لميلاد هذه الحركة، وتبع ذلك انتشار المدارس والمعاهد الاستشراقية المعنية بدراسة الشرق وعلومه الإسلامية بصفة خاصة.

الصفحة 15