كتاب الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار - ت: قلعجي (اسم الجزء: 3)
اللَّهِ، وَإِذَا عَلَا مَنِيُّ الْمَرْأَةِ مَنِيَّ الرَّجُلِ آنَثَا بِإِذْنِ اللَّهِ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: أَشْهَدُ أَنَّكَ نَبِيٌّ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَذَكَرَ تَمَامَ الْحَدِيثِ.
3045 - وَأَمَّا قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: " أُفٍّ لَكِ " فَيُجَرُّ وَيُرْفَعُ وَيُنْصَبُ بِتَنْوِينٍ وَغَيْرِ تَنْوِينٍ.
3046 - ذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَغَيْرُهُ، وَقَالَ: هُوَ مَا غَلُظَ مِنَ الْكَلَامِ، وَقَبُحَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: مَعْنَى هَذِهِ اللَّفْظَةِ: أَنَّهُ يُقَالُ جَوَابًا لِمَا يُسْتَثْقَلُ مِنَ الْكَلَامِ، وَمَا يُضْجَرُ مِنْهُ. وَقَالُوا: الْأُفُّ، وَالتُّفُّ بِمَعْنًى. قَالُوا: وَالْأُفُّ وَسَخُ الْأُذُنِ، وَالتُّفُّ: وَسَخُ الْأَظْفَارِ.
3047 - وَأَمَّا قَوْلُهُ " تَرِبَتْ يَدَاكِ ". وَ " تَرِبَتْ يَمِينُكِ " فَفِيهِ قَوْلَانِ:
3048 - ( أَحَدُهُمَا ) أَنْ يَكُونَ اسْتَغْنَتْ يَدَاكِ أَوْ يَمِينُكِ، كَأَنَّهُ يُعَرِّضُ لَهَا بِالْجَهْلِ لِمَا أَنْكَرَتْ مَا لَا يَنْبَغِي أَنْ يُنْكَرَ، وَأَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَاجُ أَنْ تَسْأَلَ عَنْ ذَلِكَ، فَخَاطَبَهَا بِضِدِّ الْمَعْنَى تَنْبِيهًا وَتَأْنِيبًا، كَمَا قِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: "ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ " [ سُورَةُ الدُّخَانِ: 49 ] وَكَمَا تَقُولُ لِمَنْ كَفَّ عَنِ السُّؤَالِ فِيمَا جَهِلَهُ: أَمَّا أَنْتَ فَاسْتَغْنَيْتَ أَنْ تَسْأَلَ عَنْ مِثْلِ هَذَا، أَيْ لَوْ أَنْصَفْتَ نَفْسَكَ وَنَصَحْتَ لَهَا لَسَأَلْتَ.
3049 - وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ كَمَا يُقَالُ لِلشَّاعِرِ إِذَا أَجَادَ: قَاتَلَهُ اللَّهُ، وَأَخْزَاهُ، لَقَدْ أَجَادَ ! وَيْلَهُ مِسْعَرُ حَرْبٍ ! وَقَالَ: وَيْلَ أُمِّهِ ! وَهُوَ يُرِيدُ مَدْحَهُ.
3050 - وَهَذَا كُلُّهُ عِنْدَ مَنْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ فِرَارًا مِنَ الدُّعَاءِ عَلَى عَائِشَةَ تَصْرِيحًا
الصفحة 127